لاعتبارات ودوافع متعددة أبرزها كونها أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، بدأ تنظيم داعش في التركيز على استقطاب مقاتلين من إندونيسيا، مستهدفا شريحة الأطفال. وقالت مجلة فروين بوليسي الأميركية إن التنظيم يقيم مخيمات في سورية تستوعب قرابة ألف طفل لتدريبهم على القتال. كشفت مجلة فروين بوليسي الأميركية أن تنظيم داعش يقيم مخيمات لتدريب الأطفال في إندونيسيا على القتل، وقالت "يرتدي الأطفال اللباس العسكري، ويتدربون على الفنون القتالية. يطلقون النار من مسدسات وبنادق بشكل منظم، فيما يراقبهم مدربهم بزهو وفخر. وفي النهاية، يحرق الأطفال جوازات سفرهم الإندونيسية". وتشير المجلة إلى تسجيل تم تصويره في إحدى المناطق السورية التي تخضع لداعش، ونشره التنظيم هذا الأسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي وطوله 16 دقيقة، ويظهر فيه رجال إندونيسيون وماليزيون يرتدون ملابس الميدان، ويحملون بنادق (AK-47) فيما ينضم إليهم مجموعة من الأطفال وهم يطلقون التكبيرات. استهداف الأطفال قالت المجلة إن تنظيم داعش يقوم بشكل روتيني بتجنيد الأطفال، أحياناً بالقوة. إضافة إلى الذين يحضرهم المقاتلون الأجانب إلى المنطقة التي يسيطر عليها داعش، قام التنظيم بتجنيد حوالي 900 طفل أعمارهم تتراوح بين 9 و15 سنة، بحسب تقديرات الأممالمتحدة، حيث اختطف التنظيم مئات الأطفال الإيزيديين والتركمان من عائلاتهم. ونقلت المجلة عن الخبير في شؤون الإرهاب والاستخبارات بجامعة إندونيسيا، رضوان حبيب، أنه استطاع التعرف على 23 طفلا إندونيسيا أعمارهم تتفاوت بين 8 و12 سنة في الفيديو. وأضاف محذراً "ماذا سيحدث عندما يكبر هؤلاء ويعودون إلى إندونيسيا خلال السنوات الثلاث المقبلة؟". وأضافت أن تنظيم داعش يتطلع منذ زمن إلى إندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، ليس فقط للحصول على مجندين جدد، ولكن أيضاً للعثور على أهداف جديدة يمكن ضربها. في نوفمبر الماضي، قالت الحكومة الإندونيسية أن 700 مواطن على الأقل، سافروا إلى سورية للانضمام إلى داعش. هجمات متكررة في يناير من هذا العام شنت جماعة مرتبطة مع داعش هجوماً في قلب العاصمة جاكرتا، مما أدى إلى مقتل أربعة وإصابة 23 آخرين بجروح مختلفة، وسط حملة أمنية ضد المتعاطفين مع داعش. وفي فبراير، شهد مصور في قناة ABC الأميركية اجتماعاً في أحد مساجد جاكرتا، يهدف لتجنيد أشخاص لصفوف داعش. ولكن حتى الآن، بالنسبة لدولة تضم 200 مليون مسلم، تساهم إندونيسيا بنسبة ضئيلة جداً في عدد المنضمين للتنظيم الإرهابي، مقارنة مع الدول الأوروبية الغربية، مثل فرنسا، حيث غادر حوالي 1.800 شخص للانضمام إلى داعش في سورية، ومع ذلك تشعر جاكرتا أن هؤلاء المتطرفين قد يشكلون خطراً أمنياً لها عندما يعودون إلى بلادهم.