واصلت الحكومة الكويتية مساعيها الدؤوبة لإنقاذ مفاوضات السلام اليمنية التي تدور حاليا في الكويت، حيث التقى وزير خارجيتها، صباح الخالد الصباح، وفدي التفاوض، كل على حدة، في محاولة منه لإنقاذ محادثات السلام. ويأتي التحرك الكويتي بعد أن أبدى المبعوث الدولي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تذمره من بطء سير المفاوضات، ووصولها إلى طريق مسدود، بعد التعنت الذي يبديه وفد الانقلابيين.خلال لقائه وفد الحكومة الشرعية، جدد الصباح إشادته بالمرونة التي يبديها الوفد، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي بات على علم تام بهوية الطرف المعرقل للمفاوضات، وأن ولد الشيخ تعهّد رسميا بنقل صورة حقيقية وصادقة لما دار في كواليس المفاوضات، إلى مجلس الأمن الدولي. وأشار إلى أن الشرعية الدستورية والمرجعيات المتفق عليها هي أمور محسومة لا يمكن العدول عنها، وأشار إلى حرص بلاده على إنجاح المشاورات بهدف تحقيق سلام اليمن. تسريع الوتيرة كما التقى نائب الوزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله مرة أخرى بوفد الانقلابيين، ودعا إلى تقديم مصالح اليمن العليا، ومراعاة الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني. وكان ولد الشيخ قد اشتكى بطء المفاوضات، واستدرك بأن هناك تقدما نسبيا، وقال في إفادة صحفية "التقدم في المشاورات مستمر، ولو كان بطيئا نسبيا"، ودعا أطراف المفاوضات إلى تسريع وتيرته، مشددا على أن القضايا المطروحة شائكة. وأضاف أن طرفي المباحثات ناقشا في أكثر من جلسة أوراق عمل ترمي إلى تقريب وجهات النظر فيما يخص القضايا الرئيسية، وأبرزها الترتيبات الأمنية والمسار السياسي والأطر المقترحة للاتفاق عليها.
الاهتمام بالسلطة من جانبه، قال رئيس الوفد الحكومي ووزير الخارجية، عبدالملك المخلافي إن فك الحصار عن تعز ووقف قصف المدنيين قضية يومية في جدول المشاورات، وأكد التوصل مع الأممالمتحدة إلى آلية لتدفق السلع وانتقال الأموال من أجل التخفيف من معاناة اليمنيين. وأضاف أن هوة الخلاف مع وفد الانقلابيين واسعة، مشيرا إلى أنهم يعرقلون المفاوضات من خلال تقديم مسألة تقديم ملف اقتسام السلطة على استعادة الدولة. وتابع "نحن نناقش من أجل عودة الدولة لتكون مصدر أمان للجميع، وهم يفكرون فقط بالسلطة، ويطالبون بحكومة توافقية، وأستغرب كيف تستطيع ميليشيات انقلبت على الدولة، ودمرت المؤسسات، والقوانين، والجيش، أن تعتبر اقتسام السلطة قضية مقدمة على استعادة الدولة".