انطلقت في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا أعمال منتدى إفريقي لحوار الأديان، ينظمه "مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين الأديان والثقافات"، بمشاركة عدد من ممثلي الأديان والعقائد والمؤسسات الدينية وتلك المعنية بالحوار بين الأديان من الكثير من دول القارة الإفريقية، ويهدف إلى التوصل إلى وضع إستراتيجية إفريقية لمنع العنف والتطرف والتمييز في إفريقيا. ومن أبرز الدول المشاركة بوروندي، إفريقيا الوسطى، تشاد، ساحل العاج، جمهورية الكونغو الديمقراطية، إثيوبيا، غينيا، كينيا، ليبيريا، ملاوي، نيجيريا، رواندا، الصومال، جنوب إفريقيا، جنوب السودان، السودان، تنزانيا، أوغندا، زيمبابوي. وعلى هامش المنتدى، أكد المستشار في "مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين الأديان والثقافات"، محمد أبوالنمر، على ضرورة تفعيل دور المؤسسات الدينية، وحث علماء ورجال الدين على عدم ترك الساحة للمنظمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، وأعرب عن اعتقاده بأن غياب دور المؤسسات الدينية الحقيقية، التي تحمل القيم الحضارية من تسامح ومحبة بين الشعوب، يسمح للمنظمات الإرهابية والجماعات المتطرفة بالترويج لأفكارها. وحذر من وجود قوى سياسية وعسكرية واقتصادية على مستوى الدول والعالم تستغل الدين وبعض رجال الدين من أجل إشعال الفتنة، داعيا إلى إيجاد آليات لضبط الخطاب الديني والمناهج التعليمية. وقال: "يجب العمل سويا على القواسم المشتركة في الحياة بعيدا عن التركيز على الاختلافات العقائدية؛ من خلال إنشاء مواطنة مشتركة بين جميع الأديان". من جانبه، انتقد ممثل "مجلس وساطة الأديان النيجيري"، جيمس موفال، "عدم بذل" الحكومة النيجيرية جهودا كافية لكبح جماح جماعة "بوكو حرام" الإرهابية. وأوضح، على هامش المنتدي، أن إستراتيجية تعامل الحكومة النيجيرية مع جماعة "بوكو حرام" هي سياسة "العصا والجزرة"، مضيفا: "نأمل أن نرى المزيد من سياسة التعامل بحسم مع بوكو حرام لوقف أعمالها الإرهابية". واستدرك مؤكدا أن تسوية القضايا العقائدية "لا تتم بفوهة البندقية فقط، وإنما تحتاج أيضا إلى مناقشات للإيديولوجيات والفكر العقائدي". بدوره دعا ممثل"المؤسسات الدينية الصومالية"، سلطان عبدالسلام سلطان، إلى ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للتطرف والعنف المتمثل في نقص الوعي الديني والعناصر الدينية غير المؤهلة التي تصدر الفتاوى المتشددة. وقال: "يجب منح العلماء الصوماليين فرصة للإسهام بجهودهم في منع العنف والتشدد وضبط الخطاب الديني". وانتقد غياب مؤسسة دينية مركزية في الصومال تعمل على توحيد الجهود المبذولة لمحاربة التطرف والعنف، معتبرا أن غياب مثل هذه المؤسسة ساعد على تمدد التطرف والعنف. وشهدت العديد من دول القارة الإفريقية في السنوات الأخيرة حروبا أهلية كان للتوترات الدينية والعرقية دورا في تأجيجها مثلما حدث في إفريقيا الوسطي، كما تعاني القارة من انتشار للجماعات المتطرفة ومن بينها جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، التي تنشط في عدد من دول غرب القارة، إضافة إلى سعى من تنظيم "داعش" إلى إيجاد موطئ قدم هناك.