بدأت في واشنطن أمس، قمة أميركية – أفريقية تُعتبر سابقة، بمشاركة حوالى 50 زعيماً، هدفها نظرياً تعزيز العلاقات بين الولاياتالمتحدة والقارة المحرومة، ومواجهة تحديات أمنية تمثلها التنظيمات الارهابية في نيجيرياوالصومالومالي، واخرى تتعلق بمنافسة العملاق الصيني، أضخم شريك تجاري لأفريقيا، اقتصادياً. ويأمل الرئيس الأميركي باراك أوباما، وهو الرئيس الأول للولايات المتحدة من اصل افريقي (والده كيني)، في بناء إرث له في قارة تشكّك في التزامه الاهتمام بمشكلاتها الكثيرة، بعدما أثار انتخابه آمالاً كبرى لدى القادة الأفارقة. وكان أوباما قال لدى زيارته الأولى رئيساً، لأفريقيا جنوب الصحراء، وكانت إلى غانا العام 2009: «إن القارة لا تحتاج إلى أفراد أقوياء، بل إلى مؤسسات قوية». لكنه لم يعدْ إلى القارة مجدداً سوى بعد 4 سنوات، مخيّباً آمالاً، إذ إن سلفه جورج بوش الابن أطلق برنامجاً قيمته 15 بليون دولار، للتصدي لمرض فقدان المناعة المكتسبة (ايدز). على رغم ذلك، ستتطرّق القمة التي تستمر حتى غد الأربعاء، إلى تمديد برنامج أطلقه أوباما يمنح امتيازات تجارية لمنتجات أفريقية، إضافة إلى مبادرة «القوة لأفريقيا» (باور أفريكا) وهدفها مضاعفة كمية الكهرباء التي يحصل عليها 20 مليون منزل في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. وتسجّل أفريقيا نسبة نمو أعلى من بقية العالم، يرجّح صندوق النقد الدولي أن تبلغ 5.8 في المئة العام 2015. كما تشهد تسارعاً في صعود الطبقة الوسطى. وتتنافس الولاياتالمتحدة في القارة مع الصين التي تجاوزتها، فباتت العام 2009 أضخم شريك تجاري لأفريقيا، وجاب قادتها القارة مقدّمين قروضاً ومساعدات واستثمارات ببلايين الدولارات، في وقت تجاهلت واشنطن سوق القارة، معتبرة أنها أسيرة للفقر والحروب. لكنها الآن تؤمّن للمستثمرين سوقاً ضخمة لكل القطاعات. وثمة تكهنات بأن الولاياتالمتحدة ستعلن خلال القمة، صفقات بحوالى بليون دولار، وزيادة تمويل عمليات حفظ السلام. وقال بن رودس، مساعد مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض: «نحن أقل تركيزاً على الموارد من أفريقيا، وأكثر تركيزاً على تعزيز علاقاتنا التجارية والاستثمارية». وأعرب عن «قلق» واشنطن «إزاء مساعي مجموعات إرهابية للترسخ» في مناطق مضطربة، مثل الصومال وشمال شرقي نيجيريا وشمال مالي. ويشير بذلك إلى حركة «الشباب» الإسلامية في الصومال وجماعة «بوكو حرام» في نيجيريا وجماعات متطرفة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في مالي. واعتبر الرئيس الكاميروني بول بيا أن القمة ستشكّل فرصة لوضع «استراتيجية إقليمية» لمواجهة «بوكو حرام». واستُبعِد قادة أربع دول من لائحة المدعوين، لأسباب عدة، هم رؤساء أفريقيا الوسطى وإريتريا والسودان وزيمبابوي، فيما سيكون الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي رفض دعوة واشنطن، بين أبرز الغائبين، وسيمثّل مصر وزير خارجيتها إبراهيم محلب. كما سيمثّل تونس وزير الخارجية منجي الحامدي، وسيحضر عن ليبيا رئيس وزرائها عبدالله الثني. ولن يشارك في القمة، رئيس سيراليون إرنست باي كوروما ونظيرته الليبيرية إيلين جونسون سيرليف، لانشغالهما في التصدي لفيروس «إيبولا» المتفشي في غرب أفريقيا.