بعد أن تمكن المرشح الجمهوري دونالد ترامب من دفع منافسيه إلى خارج حلبة سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية، الأسبوع الماضي، برزت تصريحات جمهورية معارضة لترشح ترامب إلى الرئاسة. وأكد رئيس مجلس النواب الأميركي، بول راين، الذي يعد الشخصية الجمهورية الأكثر نفوذا في الولاياتالمتحدة، أنه ليس مستعدا لتأييد تسمية ترامب مرشحا للحزب الجمهوري إلى البيت الأبيض، رغم أنه أصبح الوحيد من بين منافسيه في الحزب. وخلف تصريح راين أصداء قوية في الأوساط التقليدية للحزب وشرائحه المختلفة وسط مخاوف من احتمال عدم وقوف المحافظين خلف ترامب في مواجهته الانتخابية النهائية مع المرشحة المحتملة للحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون. وقال راين إن على ترامب أن "يتحمل عبء" إطلاق مرحلة التعافي بعد حملة شرسة قام بها خلال الانتخابات التمهيدية تخللتها تصريحات مسيئة للمرشحين الآخرين والمسلمين والمتحدرين من أصول لاتينية واللاجئين والنساء وغيرهم. ويأتي ذلك في وقت أشارت استطلاعات رأي إلى أن نحو 75% من ذوي الأصول اللاتينية معارضون لترامب الذي أساء اليهم في العام الماضي حين وصفهم ب"المغتصبين".
آل بوش يعترضون أوضحت مصادر أن الرئيسَين الجمهوريين الأميركيين السابقين بوش الأب وابنه جورج لن يؤيدا ترشح ترامب عن الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، وفقا لما أكده الناطقان باسم الرئيسين. وهذه هي المرة الأولى التي يمتنع فيها بوش الأب البالغ، 91 عاما، عن تأييد مرشحي الحزب في الانتخابات الخمسة الماضية. ويواجه السياسيون الجمهوريون صعوبة في التعبير عن تأييدهم أو عدمه لدونالد ترامب. وكان منافسا ترامب على الترشح، تيد كروز وجون كاسيش، انسحبا من المنازلة في وقت سابق من الأسبوع الماضي، مما فسح له المجال ليصبح مرشح الحزب الرسمي. يذكر أن بوش الأب وابنه جورج شاركا في وقت سابق من العام الحالي، في حملة حاكم ولاية فلوريدا السابق، الابن الثاني لبوش الأب، جيب للترشح الرئاسي، بيد أن الأخير انسحب من المنافسة في فبراير الماضي.
غموض السياسة الخارجية تحت عنوان "أهلا بكم في عالم ترامب: السياسة الخارجية"، علقت صحيفة "هافينجتون بوست" على إحدى أهم الأمور التي تثير تذمر وشكوى الناخبين الأميركيين حيال خطة ترامب، مشيرة إلى أن رجل الأعمال الجمهوري ليس لديه خطط تفصيلية. وذكر مركز أبحاث "بيو" أن أكثر ما يؤرق مواطني الولاياتالمتحدة هو الإرهاب والاقتصاد، لافتا إلى أن ترامب عرض في وقت سابق خطة للسياسة الخارجية وُصفت بالمحافظة والتقليدية. وعن تنظيم داعش، قال ترامب: "أيامهم معدودة، لن أخبرهم أين وكيف"، وعندما ضُغط عليه للحديث بإسهاب أكبر، أضاف: "يجب علينا كأمة أن لا يتنبأ الآخرون بأفعالنا". ووعد بالعمل اللصيق مع الحلفاء في العالم الإسلامي، دون أن يشرح كيف سينجز ذلك، وما خططه لمنع المسلمين من دخول أميركا.
انقسام أيديولوجي اتجهت صحيفة ""دي أن أي" الهندية في تحليلها للانتخابات نحو أسباب التصويت لترامب في الانتخابات، مشيرة إلى أن دافع مؤيدي المرشح الجمهوري هو إيقاف كلينتون من رئاسة البيت الأبيض. وتوقعت الصحيفة أن تتحول الانتخابات الأميركية إلى واحدة من أكبر منافسات العالم اللاشعبية، معللة ذلك بأن نصف الناخبين الداعمين لكل من ترامب وكلينتون، يبدون رغبتهم في إيقاف أحد الطرفين من الفوز. وعكست نتائج مسح أجرته مؤسستا أبسوس ورويترز، الانقسام الأيديولوجي العميق في الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن الناس أصبحوا متخوفين من الطرف المعارض. وقال الرئيس السابق لجامعة فيرجينا، لاري ساباتو، إن هذا الشعور ازداد سوءا بين مؤيدي الملياردير النيويوركي ترامب، والسيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون، لافتا إلى أن هذه الظاهرة تدعى "الانقسام السلبي"، حيث تحاول زيادة تأثيرك عندما لا تجد أفضل من المرشحين الحاليين.