بعد 19 ساعة من البحث المستمر، توصلت وزارة الشؤون الاجتماعية أمس إلى الطفل الذي ظهر في مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتعرض للضرب من قبل أحد الأشخاص بسبب ارتدائه قميص نادي الأهلي السعودي، وهو ما أثار استياء وغضب المجتمع. تطبيق نظام حماية الطفل أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية في بيان على حسابها الرسمي على موقع "تويتر" مساء أمس أن "فرع الشؤون الاجتماعية بالطائف تمكن من الوصول إلى الطفل المعنف، والوقوف على حالته"، مشيرة إلى أنها تستكمل الإجراءات النظامية بحقه. وأوضحت الوزارة في بيانها أن "فريقا من الحماية الاجتماعية في الطائف بمنطقة مكةالمكرمة زار الطفل المعنف في منزله، واطمأن على سلامته، وبعد الوقوف على الحالة تبين له أن مصدر التعنيف هو شقيقه، وأن والده ليس لديه علم بواقعة التعنيف". وأكدت أنها ستطبق الإجراءات الخاصة بنظام حماية الطفل، وترفع تفاصيل الحادثة إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاتخاذ الإجراءات القانونية"، محذرة من ارتكاب أي سلوكيات إيذاء للطفل، مؤكدة أنها لن تتوانى في تطبيق الإجراءات النظامية بحق كل متجاوز. تدخل الاجتماعية وحقوق الإنسان كانت وزارة الشؤون الاجتماعية وجمعية حقوق الإنسان قد أعلنتا أول من أمس التدخل لبحث ملابسات المقطع، حيث طلبت وزارة الشؤون الاجتماعية فور انتشار المقطع ممن يملك أي معلومات تقود إلى الطفل أو عائلته، التقدم بها لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتسبب في هذا العنف، كذلك أعلنت جمعية حقوق الإنسان عن طلبها ممن يملك معلومات عن الواقعة التواصل معها عبر حساباتها في مواقع التواصل. وحفز المقطع الذي يصور في 30 ثانية معاقبة الطفل مستخدمي مواقع التواصل، فأطلق بعضهم وسما بعنوان #وش تشجع على موقع "تويتر"، للمطالبة بمعاقبة ضارب الطفل على فعلته، ورصد متطوعون مكافآت مالية لمن يدلي بأي معلومات عن مرتكب الفعل لإيصال الجهات المعنية إليه، والاقتصاص للطفل الصغير. عنف وجريمة إلكترونية قال الأمين العام للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان خالد الفاخري ل"الوطن" أول من أمس إن "الجمعية تابعت ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل عن الطفل الذي تعرض للاعتداء بالضرب المهين، والجريمة الإلكترونية التي تمثلت في تصويره ونشر المقطع عبر وسائل التواصل الإلكتروني". وأوضح أن "الجمعية عملت على الوصول إلى الطفل وحمايته من الإيذاء، ومحاسبة المسؤول، مع ضمان عدم تكرار ذلك، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية". وأضاف الفاخري أن "مثل هذا الفعل سيؤثر على الطفل في حياته ومستقبله كذلك بين قرنائه، وسيتعرض للسخرية جراء تداول المقطع، وظهوره في موقع عقاب". وأكد أن "الأحكام التي تستند إلى الشريعة الإسلامية كفلت حق الطفل بالتربية الحسنة، ولا ينبغي أن يعاقب الطفل جراء مباراة كرة قدم أو غيرها، ويوضع في محل سخرية". اتجار بالبشر أبان عضو اتحاد المحامين العرب، عضو لجنة المحامين بغرفة المدينةالمنورة المحامي عبدالرحمن مساعد المحمدي أن "القانون وضع عقوبة مشددة ضد مرتكب الواقعة ضد الحدث، وتختلف بحسب المعتدي إذا كان من العائلة أو من المدرسة، أو في مكان عام، وهي جريمة تستوجب التوقيف، وربما ينظر فيها كجريمة اتجار بالبشر لتعدم الفاعل الإساءة للطفل، وتوثيق فعلته بالصوت والصورة، وتعمد إيضاح كامل ملامح الطفل مع استنطاقه، وكذلك احتجاز الطفل ومنعه من الاستغاثة حتى لو لم يكن الفعل جارحا، وهنا تشدد العقوبة، وإذا كان الفعل تم على سبيل الإكراه يؤخذ بالاعتبار صفع الوجه". إرهاب سلوكي قال المحلل والاستشاري النفسي المتخصص في القضايا الأسرية الدكتور هاني الغامدي ل"الوطن" إن "ضرب طفل على رأسه ووجهه سخف، واستهانة بكرامة الإنسان، ونوع من الإرهاب السلوكي الذي يدعو للاشمئزاز". وطالب بتطبيق عقوبة نظام حماية الطفل على من ضرب الطفل بهذه البشاعة، وكذا معاقبته حسب نظام الجرائم الإلكترونية، لبثه المقطع، الذي سيترك أثرا سلبيا مستقبليا على هذا الصغير البريء.