لم تكن المسافة بين النقيب المظلي في القوات البرية عامر الرميح وبين الموت المؤكد سوى 30 سنتيمترا، وذلك أثناء عودته برفقة زملائه الذين لم يتجاوزوا 11 فردا، من مهمة البحث عن زميلا آخر لهم، كان قد استشهد أثناء عملية الرماية بين حدود البلدين السعودية واليمن، إذ فوجئوا بامتلاء المنطقة بالكامل بالألغام المزروعة التي لم تكن موجودة لحظة ذهابهم، ويرجح وضعها بعد تجاوزهم تلك المنطقة، إلا أنه كان ثاني ضحايا انفجار تلك الألغام. شهر وأسبوعان هي الفترة التي مضت على الرميح، إذ لا يزال يتلقى العلاج اللازم في المستشفى العسكري بمدينة الرياض، وقد انتهى من إجراء العملية السابعة في قدمه اليمنى التي تم بترها بالكامل، وإجراء عملية تجميل في يده اليسرى جراء فقدانها بعض الأصابع، إلا أنه بخير وصحة جيدة حسبما قاله في حديث هاتفي مع "الوطن"، مؤكدا اعتزازه بما قام به، مع من شاركوه تلك المهام وغيرها، وهي أقل تقدير تجاه الوطن بمن فيه. نصف متر أكد النقيب الرميح أنه لم يتنبه وزملاؤه لمجموعة الألغام التي بدت محاصرة المكان أثناء عودتهم من انتهاء مهمتهم في انتشال جثة زميلهم الذي استشهد، لافتا إلى أن المسافة بينه وبين أقرب لغم لأقدامه كانت نصف متر "50 سنتيمترا"، فيما أطلق التحذيرات لزملائه بعدم التحرك، ومحاولة إيجاد طريقة أخرى لعبور المكان، إلا أنهم فوجئوا بانفجار لغم في أحد زملائهم وهو عطا الله الحويطي، إذ تم سحبه إلى منطقة حجرية آمنة وأبلغوا البقية بعدم الاقتراب. انفجارات مفاجئة ذكر الرويلي أنه في الوقت الذي التزم الجميع بالتوجيهات، وانتهائي من نقل الزميل عطا الله الذي أصيب بانفجار اللغم، فوجئت بانفجار لُغم آخر. وقال: "لم أكن فاقدا للوعي، وكان زملائي قد تحركوا لنقل الزميل المصاب عطا الله، وبدأت أنا بالزحف لمسافة تزيد عن 6 أمتارا، ولم ألحظ الإصابات التي كانت تغطي رجلي اليمنى ويدي اليسرى". وأردف: "اتجه البقية برفقة المصاب إلى طريق آخر أكثر أمانا"، وأنه: "لم يكن لدينا الوقت الكافي لإبطال الألغام المزروعة، رغم بساطة ذلك". مرحلة علاج أكد الرويلي أن المنطقة التي كانت مزروعة بالألغام كانت شبه مهجورة ومليئة بالغابات، ما دفعهم لعدم إمكانية تمييز وجود الألغام، إذ صادف توقفهم ملاحظة العديد من الألغام تحت أرجلهم. وذكر أن الأمر كان يحتاج إلى كاشفة ألغام، لكن المنطقة كانت شبه ميتة وهي تعود إلى الأراضي اليمنية، مشيرا إلى أنه أجريت له حتى الآن 7 عمليات منها تجميلية لأصابع يده التي فقدها، ومنها تنظيف لمكان الإصابات من الشظايا، لافتا إلى أنه سيخضع للعلاج الطبيعي قريبا.