كشف مصدر سياسي يمني أن محاولات إفشال اجتماع الكويت تعود في جانبها الأكبر إلى موقف إيران التي ترفض أن تعطي التحالف العربي مكسبا بتحقيق السلام في اليمن، وفق الشروط التي وضعها. وأرجع القرار المفاجئ للحوثيين بالتخلف عن المفاوضات، إلى ضغوط إيرانية، دعتهم للحصول على ضمانات واضحة بخصوص عدم محاكمة قيادات بارزة منهم متورطة في جرائم حرب. وأضاف المصدر - الذي فضل عدم كشف هويته - أن إيران مارست ضغوطا لمنع الانقلابيين من المشاركة في المفاوضات كرد فعل على حالة الإحباط التي تعيشها الدبلوماسية الإيرانية بعد نجاح المملكة في إرباكها خلال قمة إسطنبول والحصول على إدانة إسلامية واسعة ضد سياساتها الإقليمية ودعمها للإرهاب. وكان المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أعلن تأجيل موعد انعقاد مشاورات السلام اليمنية في الكويت التي ترعاها الأممالمتحدة والتي كان من المفترض انطلاقها أول من أمس، إلى إشعار آخر، وقال في بيان وزعه مكتبه إن التأجيل جاء "نظرا لبعض المستجدات التي حصلت في الساعات الأخيرة"، في إشارة إلى تخلف الحوثيين المفاجئ عن الحضور. وأضاف "نعمل على تخطي تحديات الساعات الأخيرة، ونطلب من الوفود إظهار حسن النية، والحضور إلى طاولة الحوار من أجل التوصل إلى حل سلمي". كما تقدم بالشكر لوفد الحكومة اليمنية الذي التزم بموعد المحادثات ووصل في الوقت المحدد، متمنيا من ممثلي الحوثيين والمخلوع "ألا يضيعوا هذه الفرصة التي قد تجنب اليمن خسارة مزيد من الأرواح ومن المفترض أن تضع حلا لدوامة العنف في البلاد". عدم جدية قال مستشار الرئيس اليمني، عضو وفد المشاورات الحكومي، الدكتور محمد العامري، إن تأخر المتمردين يكشف عدم جديتهم في الانخراط في محادثات حقيقية تنهي الحرب، وإن الجماعة الانقلابية تتعامل مع المبادرات الدولية كوسيلة للالتفاف على الاستحقاقات التي تلزمها بتسليم السلاح والانسحاب من المدن.