اتخذ البرلمان البرازيلي، بأغلبية ساحقة، أمس، قرارا بمحاسبة الرئيسة ديلما روسيف، وبات من شبه المؤكد أنها ستضطر لترك منصبها قبل انتهاء ولايتها الرئاسية التي تبقى لها 18 شهرا. وشهدت شوارع العاصمة ريودي جانيرو مظاهرات فرح بنتيجة التصويت، بعد أن نجحت المعارضة في الحصول على أكثر من أغلبية الثلثين اللازمة لبدء محاسبة روسيف أمام مجلس الشيوخ فيما يتصل بخرق قوانين الميزانية. وعبر أعضاء بمجلس النواب عن فرحتهم ولوحوا بأعلام البرازيل بينما حمل العشرات منهم النائب الذي أدلى بالصوت رقم 342 الذي حسم الأمر بعد مناقشات حامية استمرت ثلاثة أيام. وجاءت النتيجة النهائية بتصويت 367 نائبا لصالح مساءلة روسيف مقابل اعتراض 137 نائبا وامتناع سبعة نواب عن التصويت. ولم يحضر نائبان التصويت من الأساس. معركة حزبية إذا صوت مجلس الشيوخ بأغلبية بسيطة في أوائل مايو على المضي قدما في مساءلة روسيف كما هو متوقع فسيتم وقفها عن ممارسة مهام منصبها وسيحل محلها نائبها ميشيل تامر، ذو الأصول اللبنانية، ليكون قائما بأعمال الرئيس لحين انتهاء محاسبتها. وإذا أدينت روسيف فسيشغل تامر منصب الرئيس لحين انتهاء فترة ولايتها الحالية في 2018. وتسببت معركة مساءلة روسيف، التي بدأت أثناء أسوأ فترة ركود تعاني منها البرازيل منذ الثلاثينات في انقسام البلاد التي يسكنها 200 مليون نسمة بصورة أكبر من أي وقت مضى. كما أثارت الأزمة أيضا معركة شرسة بين روسيف ونائبها تامر، وهو ما يمكن أن يتسبب في زعزعة استقرار أي حكومة مستقبلية ويدفع البرازيل للانزلاق إلى غموض سياسي يستمر شهورا. وقال زعيم حزب العمال في مجلس النواب، جوزيه جيماريس "المعركة ستستمر الآن في الشوارع وفي مجلس الشيوخ. خسرنا لأن دعاة الانقلاب كانوا أقوى". مظاهرات شعبية تشير استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من 60% من البرازيليين يؤيدون مساءلة روسيف أول سيدة تتولى الرئاسة في البرازيل بعد أقل من عامين من إعادة انتخابها في 2014. وعلى الرغم من عدم اتهام روسيف بالفساد فإن حكومتها وصمت بفضيحة فساد كبرى في شركة بتروبراس النفطية المملوكة للدولة إضافة للركود الاقتصادي. وخرج مئات الآلاف من المتظاهرين من الجانبين إلى الشوارع في المدن والبلدات في مختلف أنحاء البرازيل في احتجاجات سلمية. وشاهد الملايين التصويت على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزيون في الحانات والمطاعم أو في بيوتهم أو على شاشات عملاقة في الشوارع مثلما يحدث عادة عند إذاعة مباريات كرة القدم المهمة.