في الوقت الذي تناقلت وكالات الأنباء توقعات خبراء الفنون بأن تحصد لوحة للفنان العالمي "بيكاسو" ما بين ( 7 11 مليون يورو) في مزاد حالي بصالة "كريستي" بالعاصمة البريطانية لندن، انقسم فنانون تشكيليون ما بين مؤيد لبيع الأعمال الفنية، ومتحفظ يرى في الأمر تفريطا في المنتج الفني، حيث رأى البعض أحقية عرض الأعمال الفنية للبيع، وانتقد آخرون تحول الفن إلى ما سموه "متاجرة"، من خلال لجوء بعض الفنانين إلى الإنتاج لغرض البيع فقط، معتبرين أن ذلك يفقد العمل مصداقيته، بينما يرى المؤيدون أن اقتناء أعمال الفن يسهم في تطويره وانتشاره ويدفعه إلى الإبداع. جدة الأولى سعوديا بيع الأعمال التشكيلية ظاهرة إيجابية وليست بالضرورة مسألة تجارة، بل عملية محفزة للفنان. اقتناء العمل تشجيع للفنان، ودفعه للإبداع والإنتاج، وإدراك الفنان أن تجربته قابلة لأن تكون لها قيمة سوقية. يبيع الفنان أعماله متى ما وجد شخصا راغبا في اقتنائها، من حقه، لأن ذلك يسهم في انتشاره، أما مقاييس تحديد أسعار اللوحات التشكيلية فترجع إلى ندرة العمل أو التجربة وخصوصيتها، إضافة إلى العمر الزمني للفنان وتاريخه. كثير من الفنانين يعانون ترتيب مسألة تحديد أسعار الأعمال الفنية. مسألة الاقتناء أصبحت هاجسا عند كثير من الفنانين من أجل العيش، وتلك حالة طبيعية، كما أن معظم الفنانين يسعون إلى الاقتناء من أجل تطوير تجاربهم، فاقتناء عمل فني لي بمثابة دافع لتطوير تجاربي. ثقافة الاقتناء صعبة جدا في مجتمعنا العربي، وتختلف من منطقة لأخرى، حيث يصعب الاقتناء في المناطق النائية والمدن الصغيرة، كما تزدهر ثقافة الاقتناء في المدن الرئيسية التي تهتم بالفنون أكثر، وأرى أن سيدة المدن جدة هي الأفضل. زمان جاسم - فنان تشكيلي
كيف يتكسب الفنان من عمله؟ هناك سوق شرائية نشطة للأعمال الفنية التشكيلية في المملكة، ويعد السعوديون من أهم المقتنين على مستوى العالم العربي خلال السنوات القليلة الماضية بعد أن أسهمت المسابقات والمعارض الفنية المحلية في نشر ثقافة الاقتناء، وإن كانت المبالغ المالية المخصصة أقل من قيمتها الحقيقية، ولا نغفل الدور الفاعل لأسابيع الفن التي تقام في جدة، و"إدج أوف أرابيا"، ومبادرة "الفن جميل"، إضافة إلى دور عدد من صالات الفن المتخصصة في الرياضوجدة التي عرفت بالفن السعودي من خلال المعارض في بعض العواصم العربية والعالمية، فاتسعت ثقافة الاقتناء، من خلال مزادات الفن في منطقة الخليج التي تقيمها دُور مزادات عالمية ك"كريستيز" و"سوذبيز"، وبدأت تهتم بأعمال الفنانين السعوديين من الرعيل الأول أمثال الدكتور عبدالحليم رضوي، ومحمد السليم -رحمهما الله- إلى جانب أعمال فنانين شباب. ويعد اقتناء العمل الفني مهما بالنسبة للفنان التشكيلي، فهو يحفزه على مواصلة الإبداع، ويُعرف به وبأعماله الفنية، وأصبح الفنان اليوم قادرا على أن يتكسب من فنه شريطة أن يسوق لاسمه ولفنه بشكل جيد، ويطور من مستواه الثقافي والفني والتقني. علي مرزوق - أستاذ الآثار المساعد بجامعة الملك خالد
أعمالي أبنائي لا يمكن بيعها البعض أصبح ينتج ليبيع، حيث تحول الأمر إلى مسألة تجارية لدى أولئك، كما أن هناك من يبيع لاحتياجاته المادية. العمل سيفقد المصداقية والعمق عندما ينتج لأجل المتاجرة به. أنا لا أحب بيع أعمالي، وما زلت أحتفظ بمجموعة كبيرة قديمة منها، ولكن في معرضي الشخصي السابق الذي افتتحه الراحل عبدالله فؤاد، بعت بعضها بناء على طلب من صديقاتي الحاضرات، بعد أن اقتنعت أن المقتني عبدالله فؤاد الذي أقتنى 7 أعمال سيحافظ عليها، كما أصبحت أفكر أخيرا في بيع بعض أعمالي بعد تكدسها. هناك أعمال لا يمكن أبدا للفنان أن يبيعها، وأعتبر أعمالي هي بمثابة أبنائي، ارتبط بها عاطفيا ونفسيا، وأطل عليها من وقت لآخر لتفقدها، وأحيانا أتحدث معها. شعاع الدوسري فنانة تشكيلية
ندرة الاقتناء بعسير ظاهرة بيع الأعمال الفنية توفر دعما للفنان وتزيد من شهرته وترفع من معنوياته، الفنانون هم أوفر حظا من الفنانات في هذا الجانب، لأنهم يسوقون لأعمالهم بكثرة بسبب وجودهم المستمر في المعارض. ندرة المعارض الفنية بمنطقة عسير تسببت في ندرة الاقتناء، كما أن المتذوقين في منطقة عسير نادرون، بالرغم من أنها منطقة الفن والجمال، كما أن بعض الجمهور يرى أن سعر اللوحة مبالغ فيه، متناسين أن تلك اللوحة بها كمية لون باهظة الثمن، وعملت بأدوات ذات جودة عالية، ناهيك عن الفكرة وأسلوب العمل المنفذ والوقت المستغرق بالعمل. ختمة السهل - فنانة تشكيلية