بندر آل جلالة في السابق، كانت شهرة الكثير غالبا ما تتكون نتيجة تقلد منصب حكومي رفيع، أو شهرة في مجال الفن أوالرياضة، أو في مجال التأثير الديني، أو في مجال الإعلام المرئي التلفزيوني أو الصحفي، وكان الشخص يحتاج سنوات طويلة حتى يكتسب شهرة واسعة، ويتكون جمهور يتبعه أو يقف ضده. ومنذ عام 2003 بدأت تظهر ما يسمى ب"برامج الواقع"، ثم ظهرت عام 2007 برامج مسابقات الشعر الشعبي والمسابقات الفنية الأخرى. استمرت هذه الحال حتى عام 2011 تقريبا، إذ انتشرت برامج التواصل الاجتماعي، ومن هنا تضخمت ما يمكن أن نسميه ظاهرة "المشاهير الجدد"! وهنا بعض الوقفات: - معظم أولئك لم يأخذوا وقتا كافيا قبل اشتهارهم، فأضواء الشهرة جعلت من معظمهم لا يرى ذاته بشكل جيد، ولا يعي كثيرا من أمور الحياة، في حين أن هنالك من يتخذهم قدوة. - معظم أولئك كانوا يزعمون أنهم اتجهوا للإعلام الجديد ليأخذوا حريتهم في الطرح، ويخرجوا عن نمطية الإعلام التقليدي، وما هي إلا أشهر قليلة حتى وجدنا كثيرا منهم على شاشات القنوات كمقدمي برامج! يبدو أنهم لم يقاوموا الإغراءات المالية والتسهيلات الإنتاجية! - مكنت الشهرة الواسعة السريعة لمعظمهم من الحصول على أموال -بسبب الإعلانات- وفرص اجتماعية وعملية، جعلت من معظمهم أشخاصا يغلب عليهم الغرور والتكبر، واعتقدوا -بكل غباء– أن شهرتهم هي شهادة اعتراف بمواهبهم وقدراتهم، فصار بعضهم يحاضر ويتكلم في قضايا عدة، وهو لا يمتلك من الوعي ولا من العلم والتجربة ما يسمح له بذلك! ويجهلون أنه ليس كل مشهور ناجحا! - لا يدرك معظمهم أن المجتمع قد يلتفت مؤقتا لمن يشتهر، ولكنه بعد فترة سينسى ويتجاهل كل من كان همه الظهور! وكل من هو مجرد منبع للسذاجة والذات المنتفخة الفارغة! - إن بقاء واتساع السمعة والشهرة الإيجابية تكون –في الغالب– لمن لديه هدف حقيقي، ورؤية واضحة، وموهبة فعلية، ومثابرة دائمة، بغض النظر هل ما يقدمه يرضي الجميع أم لا. - من المؤسف أن تكون شهرة بعض أولئك نتيجة اهتمام سلبي من بعض أفراد المجتمع، فهم بذلك يصنعون من اللاشيء مشاهير، كما يقال! والمسؤولية تقع كذلك على تلك الشركات والمؤسسات التجارية والاجتماعية التي توفر الفرص لأولئك، دون تقدير لمن هم أحق بذلك ممن يمتلكون مواهب حقيقية ومعرفة وإبداعا وفكرا، في حين يُتاح لأولئك المشاهير كثير من الفعاليات والبرامج! - هنالك فئة -وللأسف أنها قليلة جدا- كانت تستحق فعلا تلك الشهرة وذلك الانتشار، شباب من الجنسين أصحاب مبادئ راقية، وإسهامات مميزة، وإبداع رائع، وخطط واضحة، وأخلاق عالية، استثمروا شهرتهم في أعمال فنية مميزة، ومشاريع تجارية مبدعة، وبرامج إعلامية، ومبادرات اجتماعية مؤثرة وبناءة، وكوميديا ساخرة، كسبوا سمعة طيبة وأموالا وفيرة، وقد لا يتفق الجميع على روعة أدائهم، ولكنهم محل احترام وتقدير الغالبية. إن الشهرة والتسويق للذات والقدرات، ربما يكونان وسيلتان مهمتان للتأثير ونشر المعرفة أو الموهبة، ولكن قمة التخلف أن يتم اتخاذهما غاية وهدفا أساسيا!