شيّق فكرياً، محيّر اجتماعياً، وربما مريب مالياً واقتصادياً موضوع سوق الدعاة في المهرجانات السياحية والتسويقية، أو الملتقيات تضامناً مع الزميل عبدالعزيز الذكير، الذي فضح المؤامرة الفارسية على لغتنا العربية، وأوضح أن أصل الكلمة فارسي، وارتبطت بعيد شهر مهر السابع في تقويمهم.. ما علينا. فكرياً أسأل: هل ما يحدث متاجرة بالدين؟ أم متاجرة بالتدين؟ مظاهر التدين على وجه التحديد، ثم أسأل: هل المال المدفوع قيمة العلم الذي يمتلكه؟ وإذا كان كذلك هل يحل له أكل هذا المال والدين يمنع كتم العلم عن الناس؟ هل آلاف الريالات قيمة الشهرة التي ستجذب الزوار، وسينفقون أكثر في «المهرجان»، فمن أين أتت الشهرة، أليس من اشتهاره بطلب العلم، وتوزيع العلم عبر الفتوى، أو الكتيبات، والأشرطة؟! اجتماعياً: أليس غريباً أن يوجد الدعاة، لدعوة العائلات السعودية، أكثر من يتلقى التعليم الديني في المدرسة والمسجد والإعلام الرسمي؟ أليست الدعوة إلى الإسلام موجهة أساساً لغير المسلمين؟ ربما أن الأمر هو تذكير الناس وترقيق قلوبهم، ودعوتهم للالتزام، وهذا فيه خير كثير، لكن يجب أن يُسمى من يقوم بذلك بالواعظ، وليس بالداعية، حفظاً للحقوق المستقبلية، إذ ستختلف التسعيرة عندما يتم ترتيب أوضاع «السوق». مالياً واقتصادياً: سمعت، ولم أستطع التوثيق أن معظم الدعاة المشهورين لا يتقاضون مالاً عند الحضور في المناسبات والمهرجانات «الدولية»، أي خارج الحدود السعودية، والسؤال: لماذا لا يُمنح هذا الإعفاء لملتقيات ومهرجانات الداخل؟ أتمنى ممن يعلم التفاصيل أن يفيدنا. كلنا يود أن تستمع عائلته إلى واعظ لديه قدر من العلم، عمق في التفكير، خبرات حياتية، وأسلوب شيّق خفيف على النفس، وأفكار تقرّب الشباب والناشئة من ثقافتنا الإسلامية الحقيقية، بعدما عجز التعليم عن ذلك وأفرز لنا فئتين على طرفي نقيض في الغالب الأعم للشباب، لكن ليس كلنا يريد المزيد من الجرعة البكائية نفسها الهادفة للتعبئة. إجمالاً، طلب الرزق مباح للجميع، بالطريقة التي يرون، وباستثمار الإمكانات التي يملكون، لكن لا يجب أن يظهر من قبض المقابل بمظهر المتبرع الخادم لمجتمعه، وهذا ينطبق على جميع أنواع المشاركين في هذه الملتقيات، سواء كانوا شعراء، أو مطربين، أو خلافهم، ولأن موضوع الوعاظ والدعاة يقبل كثيراً من التأويلات فأقترح أن تعلن إدارات المناسبات سواء كانت حكومية أو خاصة عن المتبرع لأهل مدينته، أو لأهل وزوار أي مدينة أخرى بوقته وجهده، وبالطبع بعلمه، والمحتسب أجره عند الله الذي سيكون أحب إليه من «حمر النعم»، لنعرف أن من سواه، يعظ الناس بمقابل. [email protected]