كشف عضو مجلس الشورى الدكتور محمود البديوي ل"الوطن"، أن المجلس الأعلى لشؤون ذوي الإعاقة سيرى النور قريبا، لافتا إلى أن هناك مشروعا لإنشاء هيئة عامة لشؤون ذوي الإعاقة، تكون ذات شخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري، وترتبط مباشرة برئيس مجلس الوزراء، وتختص برسم السياسة العامة في مجال الإعاقة، وتنظيم شؤون ذوي الإعاقة، وضمان جودة الخدمات المقدمة لهم. فيما انطلقت صباح أمس فعاليات اليوم الأول للملتقى السادس عشر للجمعية الخليجية للإعاقة، والذي نظمته جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية "تأهيل" تحت شعار (تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة أحدث الممارسات لغد واعد)، أكدت مناقشات الملتقى أن معدلات الإعاقة تتزايد بشكل سريع في المملكة، وأن الدولة اتخذت خطوات كثيرة لتحسين وتطوير الخدمات الصحية المقدمة لهذه الفئة. وكشفت المناقشات عن ضعف التنسيق بين الجهات المعنية بخدمات المعاقين. ويستمر الملتقى حتى يوم غد الثلاثاء في قاعة التدريب والتطوير بمجمع الجفالي للرعاية والتأهيل، أحد الفروع الإنسانية العملاقة لجمعية عنيزة، وذلك بمشاركة نخبة من المختصين في دول الخليج والعالم العربي وعدد من المختصين من الدول الأجنبية، ممن سيشاركون في تقديم المحاضرات وورش العمل، لإثراء الملتقى بالخبرات والورش التدريبية. سبع جلسات شهد اليوم الأول للملتقى سبع جلسات، ناقشت الأولى البرامج والأنظمة والإستراتيجيات في مجال التأهيل، وترأسها الدكتور محمود البديوي، فيما تولى المهندس عبدالرحمن القرعاوي مهمة مقرر الجلسة. وقدم الدكتور صالح محمد الصالحي ورقة عمل خلال الجلسة تحت عنوان (الرعاية التكاملية للمصابين باضطراب التوحد.. أين نقف؟)، أكد فيها أنه لا يوجد خلاف على زيادة أعداد المصابين باضطراب طيف التوحد مع ثبات، وفي بعض الأحيان تأخر الخدمات نوعا وكما، وكذلك لا يوجد شك بأن المناطق الطرفية تعاني أكثر في توفر الخدمات بشكل منظم وفعال، وحتى هذه اللحظة فإن أسر المصابين هم من يقومون بالتنسيق لحصول مصابيهم على الخدمات والحقوق. وأشار إلى أن كثيرا من الأطفال لا يحصلون على الحد الأدنى من الحقوق والخدمات، نتيجة تفاوت وعي المجتمع. غياب التنسيق قال الدكتور الصالحي إنه من المؤسف أن الجهات المسؤولة عن تقديم الخدمات لا تتحدث مع بعضها، ولا تقوم بأدنى درجات التنسيق بما في ذلك الجهات غير الرسمية مما يضاعف العبء على ذوي المصابين، ويحد من الاستفادة من الموارد المختلفة المتوفرة. وأضاف: رغم عدم وجود دراسات عن مخرجات التدخلات العلاجية والتأهيلية والتعليمية بالمملكة، إلا أن المشاهدات تؤكد ضعف المخرجات واستمرار اعتماد أغلبية المصابين على الآخرين، وبما في ذلك إدخال أعداد كبيرة لمراكز إيواء دائمة وبأعمار صغيرة. وأكد الصالحي أن الدراسات والتجارب الدولية تعتمد على التكاملية في تقديم الخدمات، ووجود جهات تنسيق ومتابعة تضمن حصول المصابين على الخدمات وهي ركيزة وهدف وطني إستراتيجي للمجتمعات المتقدمة، مشيرا إلى أن برنامج "تيش" بكالورينا الشمالية مثال حي ومتميز. وقال "لعل وجود بعض الموارد الجيدة في بعض مناطق المملكة بما في ذلك خبرات وكفاءات في إدارة المشاريع حافز لبدء برنامج تكاملي شامل للمصابين بالإعاقة، وبالذات المصابين باضطراب التوحد، ولعل أفضل الفرص تتوفر في المنطقة الشرقية ومن في حكمها لتوفر جهات غير حكومية لديها الرغبة في تطوير الخدمات وتقليل الأثر السلبي لها، ويمكن إدارة برامج رعاية تكاملية تشمل الخدمات الحكومية، ولكن بعيدة عن البيروقراطية والتعقيدات الإجرائية". تحسين الجودة تناول الدكتور فرانك جورج بيشوي التميز المؤسسي، موضحا أن تحسين الجودة هو نهج رسمي لتحليل الأداء وبذل جهود منتظمة لتحسينه. وأضاف أن هذه الدورة تعتبر استعراضا ومناقشة لضمان الجودة وبروتوكولات تحسين الجودة والأنظمة، وسيتم تحليل خطة المؤسسة الخاصة بضمان الجودة مع التركيز على التخطيط الشخصي. كما استعرض أهمية وضع معايير للخدمات والتوقعات وتنفيذ نظم التفتيش الذاتي.
تشخيص الإعاقة ألقى استشاري طب نفس الأطفال والمراهقين، رئيس قسم الصحة النفسية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية، والمشرف على مركز تنمية الإنسان، رئيس لجنة الاعتراف والتدريب للطب النفسي بالهيئة السعودية للتخصصات الطبية الدكتور عمر بن إبراهيم المديفر محاضرة، تناول فيها التصنيف الدولي لتأدية الوظائف لتشخيص الإعاقة، والتوحد وفرط الحركة وتشتت الانتباه، وبرامج منظمة الصحة العالمية.
خدمات أسر الشهداء بدأت فعاليات الجلسة الخامسة تحت عنوان (الخدمات التأهيلية المقدمة لأسر الشهداء والمصابين العسكريين)، وترأسها اللواء ركن طيار متقاعد عبدالله السليم، رئيس مجلس إدارة جمعية عنيزة للخدمات الإنسانية، واستهلها مدير إدارة شؤون الشهداء والمصابين في وزارة الداخلية المقدم حسام الراشد بتقديم ورقة عمل بعنوان (الخدمات التي تقدمها وزارة الداخلية لأسر الشهداء والمصابين العسكريين)، فيما ترأس عضو مجلس الشورى الدكتور حمد عايض آل فهاد الجلسة السادسة بعنوان (نظام مقترح لأسر الشهداء والمصابين العسكريين). التحديات المستقبلية تحدثت استشاري العلاج الطبيعي، والأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود الدكتورة هناء بنت إبراهيم السبيل في القاعة النسائية عن خدمات التأهيل في المملكة من خلال نظرة شاملة للوضع الراهن والتحديات المستقبلية، مؤكدة أن معدلات الإعاقة بأنواعها المتعددة تتزايد بشكل سريع في المملكة، وأن الدولة اتخذت خطوات عديدة لتحسين وتطوير الخدمات الصحية المقدمة لهذه الفئة، حيث تطورت الخدمات الصحية بشكل لافت خلال العقود القريبة، وما زالت هناك حاجة لتطوير خدمات التأهيل الصحي نظرا للنمو السكاني الكبير الذي تشهده المملكة.