طالب الرئيس الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي الدكتور حسن الهويمل أديب المستقبل بتنمية ثقافته الإسلامية والحرص على تحويل القراءة لديه من هواية إلى إدمان. مطالبا إياه بتطوير نظرية التلقي لديه، ومتابعة ما يجد من مذاهب وتيارات، وقراءة الأفكار، بالإضافة إلى أن يحمل همّ الأمة، ويدافع عنها، ويكرس قيمها ومبادئها. وتحدث الهويمل في أمسيته الفكرية النقدية التي أدارها الشاعر محمد بن صليم، في مجلس ذوق الأدبي بالدمام، الأحد الماضي، عن الأدب وهمّ الإصلاح، ودور الأدب في حياة الأمم ونهضتها، وعلاقته بالفن والحياة، إضافة إلى الأدب بين الأصالة والتجديد، وحماية الفصحى، والوصية لأدباء المستقبل. وذكر الهويمل أن الأمم والحضارات لا يمكن أن تستمر إلا إذا أخذت بمحققات نهضتها وعوامل وجودها، وفي حضارتنا تتبوأ اللغة والأدب مكانا عاليا، إذ أنهما يرتبطان ارتباطا مباشرا بالعقيدة الإسلامية، ومصادر تلقيها، وجميع الحضارات تحاول تكريس نفسها من خلال لغتها، ومقوماتها الحضارية. وأوضح الهويمل أن المستعمر الأجنبي يحاول دوما فرض لغته على الطرف الضعيف ليغير الوجه الحضاري له. كما فند الهويمل دعاوى بعض النقاد الذين يزعمون أن الالتزام يضعف الأدب والشاعرية. مؤكدا أن ذلك غير صحيح، بل طالب بأن يكون الشاعر متشربا لمبدئه قبل أن يبدع القصيدة، فلا يكون مُلزما بالقيم، بل ملتزما بها، وضرب بالشاعر الغزلي الذي يبدع القصيدة الغزلية، فروعة شعره الغزلي ليست مرتبطة بالبعد الدلالي، بل هي مرتبطة بتمثله وانغماسه في حبه وميوله الجنسي الفطري. وأشار الهويمل إلى مدى تفاعل عناصر الأدب والفن والحياة مع بعضها في تشكيل وعي الأمة تشكيلا أخلاقيا، وذوقيا ولغويا. مضيفا: أن ذلك مرتبط بهدف الأديب وتوجهاته الفكرية في سبيل تعزيز الأخلاق من عدمها. موضحا أنه لا تعارض بين الأصالة والتجديد، إلا أنه أكد على ضرورة وجود جذور أصيلة للأديب. مضيفا: أن هناك ثلاث ممارسات موجودة في هذا الشأن، ففرق بين أن ترحل إلى التراث، أو أن ترحل عن التراث، أو أن ترحل بالتراث، وذكر أن التجديد الحقيقي هو أن يرحل الأديب بالتراث ويضيف إليه المستجد الذي يمكنه من الحضور الفاعل. وأكد الهويمل أهمية حماية الفصحى، ونشرها، ومحاولة حصر اللغة الدارجة خارج نطاق الأدب العربي، وإعطاء اللغة الدارجة منزلتها الخاصة بها، وأن تكون في محيطها الطبيعي بين العامة، لا ترقى إلى المؤسسات الثقافية، ولا يهتم بها الناقد العربي، معللا ذلك بأن اللغة الفصحى مرتبطة بالعقيدة الإسلامية ارتباطا مباشرا، فوجب حفظها وصيانتها. يذكر أن الهويمل يعمل أستاذا غير متفرغ للأدب الحديث في جامعة القصيم، وسبق له أن كرّم بمهرجان التراث والثقافة "الجنادرية"، وشارك في العديد من المؤتمرات والملتقيات الأدبية، وترأس نادي القصيم الأدبي لمدة ربع قرن، وصدرت له مؤلفات منها: حاتم الطائي بين أصالة الشعر وأسطورة الكرم، وبريدة حاضرة القصيم، والحداثة بين التعمير والتدمير، والعولمة والثقافة والتعليم، بالإضافة إلى العديد من المؤلفات الثقافية.