سلطان الدفاري لا شك أن القيادة منذ القدم تعتبر من أهم الأسباب الرئيسية لتحقيق الأهداف والنجاح لأي عمل، سواء على مستوى الأفراد أو المنظمات، وقد أخرج الباحثون في مجال الإدارة والقيادة عددا غير قليل من النظريات التي أسهمت في تطوير العملية الإدارية، منها الإدارة التقليدية والقيادة الإدارية. وفي ظل التقدم المتسارع في الوتيرة الصناعية في القطاع الخاص أو حتى في المنظمات الحكومية، يتطلب تحديث وتطوير الإدارة أن تكون قيادة إدارية بمصطلحها الجديد، لتتواكب مع التطور والتقدم الملموس في جميع المجالات، ولكثرة النظريات في هذا الخصوص، سنتطرق للفرق ما بين "المدير التقليدي" و"القائد"، من جهة العلاقة مع المرؤوسين، فنجد أن المدير التقليدي لا يميل لهذا النوع من العلاقة، فبالتالي ينعكس على الأداء والإنتاجية لدى المرؤوسين، فغالبا ما تكون النتائج سلبية، بينما نجد القائد حريصا جدا على تكوين علاقة وثيقة بينه وبين مرؤوسيه والقرب منهم، ومحاولة حل المشاكل التي تحصل لهم، وبلا شك سينتج نوع من الولاء لدى المرؤوسين لهذا القائد، مما ينعكس إيجابا على أدائهم وإنتاجيتهم في العمل. أما من جهة إعطاء الثقة والصلاحيات والمشاركة في اتخاذ القرارات، فأغلب المديرين التقليديين لا يعطون الصلاحيات ويوزعون المهام، وذلك لحب الذات وحب السلطة، وتعرف بالشخصية "السلطوية"، وفي المقابل يتميز القائد بإعطاء الثقة للأفراد وتوزيع السلطة فيما بينهم، ليكونوا شركاء في رسم الأهداف وتحقيقها، سواء على مستوى الفرد أو الجماعة، أيضا من بين الفروقات من جهة قبول الأخطاء وتصحيحها وقصور الرؤية وبُعدها والتجديد والابتكار والحث عليه، أثبتت الدراسات أن هذه النظرية من العيوب التي تخص الإدارة التقليدية ممثلة في "المدير"، فنجده يقبل بالوضع الراهن، بمعنى أنه لا يبتكر ولا يدعو للتطوير ولا لرسم منهجية جديدة تساعد على تطوير العمل الإداري في المنظمة، كما أثبتت الدراسات أن القائد يتمتع ويتميز بحب التطوير والابتكار في إيجاد الطرق والوسائل التي تنقل بيئة العمل من الشكل الإداري الروتيني، إلى نمط أكثر مرونة وتطورا، كي يستطيع الأفراد التعامل مع متغيرات العمل وتحقيق الأهداف المرجوة، ويسعى إلى تصحيح الأخطاء لا تصيدها. وهناك كثير من الفروقات ما بين المدير التقليدي والقائد، وكم نحن بحاجة إلى الشخصية القيادية في جميع المجالات.