يتخد الإعلام الأجنبي المرأة في بلادنا ذريعة لتشويه صورتنا من خلال التركيز على موضوع قيادة السيارة تحديدا، وإن كنت شخصيا من المؤيدين، لكن الإعلام الأجنبي يجعل منها أكبر احتياجاتنا، وهي رغم أهميتها ليست كذلك، وتبقى حاجة ضمن أشياء أخرى أهم. نعم نحتاج إلى تمكين المرأة من المناصب القيادية، واستصدار القوانين الداعمة لها كما حصل مؤخرا من منحها حق الحصول على دفتر العائلة للمطلقة وأبنائها، ومنحها فرصا عادلة وظيفيا، لكن يزعجني الإعلام الأجنبي بتجاهله ما وصلت إليه المرأة السعودية من الدراسة حتى مراحل علمية متقدمة، وأن عدد المبتعثات قد تضاعف منذ انطلاق برنامج الملك عبدالله للابتعاث إلى سبعة أضعاف تقريبا، إذ بدأ البرنامج بحوالي 4000 إلى أن تجاوز 27500 مبتعثة، ويهمل الإشارة إلى مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى ومشاركتها في المجالس البلدية. المرأة الأميركية لم يسمح لها بالتصويت أو المشاركة في الكونجرس، إلا بعد سنوات عديدة من مشاركة الرجل، ولم يسمح لها بالتصويت إلا بعد التعديل على الدستور الأميركي، وتتعرض المرأة الأميركية إلى نسبة تحرش مرتفعة في مواقع العمل تصل إلى ثلث العاملات، وتعاني من تدني سقف الأجور مقارنة بالرجل، فهي تحصل على 64% مما يحصل عليه الرجل حسب إحصائية 2014، وهي نسبة تسوء عاما بعد آخر، فقد كانت تحصل في العام السابق له على 66%، وهذا يعد تمييزا مجحفا ضد المرأة، ومازالت العنصرية التي يمثلها مرشح الرئاسة ترامب تعيدنا إلى عصور العبودية والتقليل من شأن الأعراق الأخرى والتوجه نحو محاربة الأديان، والمؤسف أنه مازال ضمن المرشحين، مما يعني دعم العديد من الولايات لتوجهه. نحن نتعرض إلى اعتداء إعلامي مقنن، وأنا أدعو إلى الاهتمام أكثر من خلال إعلامنا الرسمي رغم جهوده الملحوظة في ذلك، بتوضيح الصورة الحقيقية لما نحن عليه، فلدينا الكثير من جوانب التنمية التي لا يعرفها عنا الغرب والعالم بشكل عام، ونحن مطالبون بهذا كأفراد وكإعلام متخصص، لنُعرّف الآخر بهويتنا الحقيقية، ونبين سياساتنا المرحبة بالآخر مستثمرا وزائرا ومحتاجا للإيواء والعلاج، أو حتى للاستفادة من مستشارين في جوانب سبقونا إليها، كما أننا نرفض الإساءة إلى الآخرين على أراضينا أو خارجها تحت أي مسميات كانت، وكنا وسوف نبقى أول من يحارب هذا، ويتصدى له بكل أشكاله.