تفاقمت خلال السنوات الأخيرة مشكلات الحوادث المرورية في منطقة عسير وما ينتج عنها من خسائر في الأرواح، وإصابات وإعاقات وأضرار اقتصادية في ظل كثافة المركبات وتزايدها من عام لآخر، وغياب منظومة آمنة للنقل. وعلمت "الوطن" أن تحركات رسمية تدور داخل مجلس المنطقة للتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة في الدولة للحد من الحوادث وما تسببه من ضغط كبير على المستشفيات الحكومية والخاصة وإشغالها بشكل شبه يومي، وصولا إلى تحديد وحصر 10 مطالب ضرورية وأساسية وذات أولوية لإنهاء المشكلة ووضع الحلول اللازمة لها. واشتملت المطالب ال10 التي تنتظر الاعتماد ضرورة إنشاء مراكز طبية متخصصة لاستقبال مصابي الحوادث، وتنفيذ مشاريع كبنى تحتية لتسهيل حركة النقل، ورفع مستوى الوعي في القيادة عبر مؤسسات التعليم بشقيه العام والجامعي. وحسب إحصاءات حديثة بلغ عدد الحوادث خلال العام الماضي 32176 حادثا مروريا، نجم عنها 900 حالة وفاة، و2420 إصابة وفقا لإحصائية إدارة المرور في المنطقة، بينما باشر الهلال الأحمر 6580 حادثا مروريا متنوعا. واستقبل مستشفى عسير المركزي 4289 حالة، في حين استقبل مستشفى خميس مشيط العام 2243 حالة، إلى جانب 1381 حالة بمستشفى الملك عبدالله ببيشة 1381، و1691 حالة بالمستشفيات الخاصة.
ضلع وشعار تتصدران المشهد يقول المواطن أحمد آل جبار أن المواقع التي تشكل هاجسا لدى الأهالي هي عقبتي ضلع وشعار، إذ لا تكاد حوادثها تتوقف بشكل يومي، ولم تعد قادرة على استيعاب حركة التنقل المتزايدة ما بين سراة عسير وتهامة وصولا إلى ساحل البحر، مؤكدا أن عقبة شعار تعاني ازدحاما كثيفا في أعداد المركبات العابرة، فضلا عن كثافة الشاحنات وكثرة حوادثها، والتي زادت الأمر سوءا وخطرا. وأضاف "يشكل الجزء الرابط بين أسفل العقبة ومحافظة محايل جزءا مهما من طريق عقبة شعار، إذ لا يزال أغلبه مفردا ولم تتم ازدواجيته، وليس الحال أفضل في عقبة الصماء الرابطة بين السودة وبين محافظة رجال ألمع، إذ تعد خطرة للغاية نظرا لضيق مسارها وتعرجاته وانحدارها الشديد، في حين أن عقبة ضلع تعد أحد المحاور الرئيسة للنقل في المنطقة، ولم تشهد نقلة نوعية في مساراتها منذ كارثة السيول التي حدثت عام 1402، باستثناء بعض الإصلاحات البسيطة.
عدم مواكبة الحركة المتزايدة بين المواطن هادي القحطاني أن جهودا بذلت لربط عسير بجازان وساحل البحر، ولا أحد ينكرها مقارنة بصعوبة المنطقة، إلا أنه من غير المنطق أن تظل تلك الطرق كما هي على مدى ثلاثة عقود، دون أن تقوم الجهات المعنية بمواكبة الحركة المتزايدة في كثافة السكان والمركبات، وذلك بالعمل على ازدواج الطرق القائمة، وشق طرق رديفة مختصرة تسهل الانتقال من السراة إلى المناطق الساحلية، وكذلك طرق شرق عسير وبيشة. واستغرب من عدم إيجاد بدائل أخرى للتنقل عن طريق الاستثمار، مثل القطارات والمترو، فالقطاع الخاص كفيل بتشغيل وإدارة عربات تربط بين قطبي منطقة عسير، وتسهم في إنعاش السياحة المستدامة، وزيادة النشاط الاقتصادي، والحد من الحوادث المرورية. برامج للتوعية أكد مدير إدارة النشاط الطلابي في تعليم عسير أحمد حاضر أن الإدارة العامة تنفذ بالشراكة مع إدارة المرور برامج لتوعية الطلاب بمخاطر الحوادث ونشر ثقافة القيادة الآمنة واتباع وسائل السلامة لدى النشء فضلا عن تنظيم مسابقات مختلفة للحد من نزيف الدم في الطرقات.
ازدواج الطرق يخفض الحوادث أوضح المتحدث الإعلامي لمرور عسير العقيد محمد العسيري أن إدارته تدعم ازدواج الطرق في المنطقة، وتحديدا في عقبتي ضلع وشعار بما يسهم في الحد من حوادث المرور، لافتا إلى أن إدارة المرور تولي طريق عقبة ضلع وطريق عقبة شعار أهمية خاصة حيث يتم نشر الدوريات على امتداد الطريق بصفة مستمرة، وكذلك نشر دوريات أخرى للمرور السري، ومراقبة الطريق من خلال نظام ساهر، وضبط المخالفين وصولا إلى الحد من حوادث المرور وتبعاتها، فضلا عن تنفيذ برامج توعوية للجمهور.
مشكلات إسعافية أشار المتحدث الرسمي لفرع هيئة الهلال الأحمر في منطقة عسير أحمد إبراهيم عسيري إلى أن سيارات الإسعاف تواجه معاناة حقيقة عند إسعاف مصابي الحوادث في معظم الطرقات عموما وفي عقبتي ضلع وشعار خصوصا، نظرا للازدحام الكثيف الذي تشهدهما وطبيعتهما الوعرة، إضافة إلى التجمهر عند قوع الحوادث والفضول الزائد من قبل البعض. تحسين النقل كشف المدير العام للنقل في المنطقة المهندس عبدالله شويل أن إدارته تولي طريق عقبة ضلع عناية خاصة، وتم تزويده بالعلامات الإرشادية اللازمة ويخضع لأعمال صيانة مستمرة، فيما تمت دراسة ازدواج الجزء الأول من العقبة وتحديدا من جسر رجال ألمع، وحتى النفق الأول بطول 37 كلم، ويحظى بالأولوية رقم 2 من الطرق الثانوية والمعتمدة من مجلس المنطقة وتم الرفع بها للوزارة، مضيفا أنه تم طرح مشروع العقبة الجديدة الرابطة بين عسير وجازان بطول 126 كلم على المقاولين ويجري حاليا تحليل العطاءات.