وضع موسم الشتاء الحالي عقبة ضلع على المحك، فلم تعد قادرة على استيعاب المزيد من المركبات والعابرين، وأظهر الموسم بما يشهده من كثافة أعداد المشتين الباحثين عن الدفء في مشاتي عسير، عدم اجتياز عقبة ضلع لاختبار الاستيعاب. وفي رصد ل"الوطن" اتضح أن العقبة تشهد زحاما كثيفا زادت حدته بحلول موسم الشتاء، في حين تبعه وقوع بعض الحوادث المرورية وتعثر السير، فضلا عن عدم قدرة بعض الجهات الوصول إلى الحوادث في الأوقات المحددة، لتكون ضلع بذلك شبحا مخيفا بعد أن كانت مطلبا ومتنفسا لأهالي عسير. وأجمع مواطنون على أن الحل الوحيد هو ازدواج كامل طريق العقبة، وتعديل ما أمكن من منحنيات، وذلك عطفا على أهمية الطريق الاقتصادية والسياحية، إضافة لكونه طريقا دوليا ويربط بين منطقتين هامتين هما جازان وعسير. تدخل سريع وأكد المواطن بندر آل مفرح - من أهالي أبها - أنه لا يمكن التنكر لجهود الدولة عندما قامت بافتتاح العقبة، إذ كان المشروع بالفعل نقلة نوعية في تاريخ الطرق بالمملكة وليس منطقة عسير وحدها إلى أن جاءت السيول المدمرة عام 1402 وحدث ما حدث من خراب وتدمير للجسور والطرقات وبعد ذلك ظل طريق العقبة دون إصلاح على مدى 25 عاما مما تسبب في وقوع العديد من حوادث المرور القاتلة وما خلفته السيول والأمطار من مآس في الآونة الأخيرة، إلا أن إبقاء العقبة بطريق مفرد على مدى عقود من الزمن، دون أن تراعي الجهات المعنية، الكثافة السكانية لأهالي المنطقة وزوارها، وما تبعها من كثافة في أعداد المركبات، وزيادة الطلب على السياحة الشتوية أمر يجب التنبه له، وتصحيح وضع الطريق في أسرع وقت. همزة وصل ويشير المواطن عبدالله آل غانم - من أهالي أبها - إلى أن عقبة ضلع تمثل رافدا اقتصاديا قويا لما تمثله من همزة وصل بين منطقتي عسير وجازان، وارتباطها كذلك بطريق الجمهورية اليمنية الدولي حيث يعمل آلاف التجار والباعة على سلكها أسبوعيا لتسويق منتجاتهم في مدن منطقة عسير، لافتا إلى أن التوجهات بتحويل السياحة في منطقة عسير من سياحة موسمية إلى سياحة مستدامة على مدار العام تتطلب من القائمين على الطرق والنقل في بلادنا العمل على سرعة تحويل طريق عقبة ضلع إلى طريق مزدوج كرافد وبنية تحتية هامة تجعل من انتقال المشتين من أعالي قمم مدن ومحافظات عسير إلى شواطىء البحر الأحمر عملية سهلة وممتعة فضلا عن كون ذلك إنعاشا للسياحة الداخلية. ولفت آل غانم إلى أن عقبة ضلع تشهد تدفق آلاف المشتين بحلول نهاية إجازة الأسبوع وكذلك إجازة الحج ومنتصف العام الدراسي مما يؤكد أن الحاجة قائمة وماسة لازدواج طريقها. نقلة نوعية أما المواطن عادل اليزيدي فقال "إن الزيادة المطردة في أعداد سكان منطقة عسير وزوارها أدت إلى زيادة وكثافة أعداد المركبات على طريق العقبة على مدار العام مما يتطلب إعادة النظر في وضع العقبة الحالي والعمل على تحويل الطريق المفرد الحالي إلى مزدوج يحقق تطلعات الأهالي وآمال منطقة عسير وسالكي الطريق بصفة خاصة"، معتبرا أن تلك الخطوة في حال تحقيقها ستحدث نقلة نوعية في المنطقة. وأضاف اليزيدي "أن عقبة ضلع تعد متنفسا لأهالي منطقة عسير لما تشهده من مقومات عدة خلال السياحة الشتوية، إلا أن وضع العقبة بصورتها الراهنة ورغم ما حدث من إصلاحات في الطريق يحد من إقبال الناس عليها ونجدهم يضعون أيديهم على قلوبهم عند هطول الأمطار على العقبة خوفا من مخاطر الطريق،" ولفت بعض السائقين إلى أن ذاكرتهم لا تزال تحتفظ بالحوادث المأساوية التي تقع على طريق العقبة وتزداد حدتها نهاية الأسبوع مما يتطلب الإسراع في ازدواجية كامل الطريق." خفض الحوادث من جهته أكد مدير مرور منطقة عسير العميد سعيد مزهر في حديثه إلى "الوطن": أن إدارته تدعم وتطالب تحويل طريق عقبة ضلع من طريق مفرد إلى مزدوج على اعتبار أن تلك الخطوة ستسهم إلى حد كبير في خفض أعداد الحوادث المرورية، والعمل على انسيابية حركة المرور،" لافتا في هذا الصدد إلى أن "إدارة مرور منطقة عسير تولي طريق عقبة ضلع أهمية خاصة، حيث يتم نشر الدوريات على امتداد الطريق بصفة مستمرة، وكذلك نشر دوريات أخرى للمرور السري، ومراقبة الطريق من خلال نظام ساهر وضبط المخالفين وصولا إلى الحد من حوادث المرور وتبعاتها". وأشار مزهر إلى أن إدارة المرور شاركت مع عدة جهات حكومية لوضع اللوحات الإرشادية والعلامات العاكسة على امتداد الطريق لاسيما بعد إعادة تأهيله. خطورة الأمطار من جهته، يؤكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني في منطقة عسير العقيد محمد العاصمي أن العناية بطريق عقبة ضلع أمر في غاية في الأهمية ولاسيما أن الأمطار التي تهطل على امتداد الطريق تتسبب في حدوث بعض الانهيارات التي تشكل خطرا على سالكي الطريق معتبرا "أن ازدواج طريق العقبة سيسهم بشكل كبير في الحد من مخاطره لاسيما في موسم الأمطار". ولفت العاصمي إلى أن إدارة الدفاع المدني في منطقة عسير تخضع طريق العقبة لرقابة مستمرة وتتبادل مع الجهات المعنية المعلومات بشأن أوضاع الطقس فضلا عن تسيير دوريات للسلامة بين الحين والآخر ومسح كافة الأودية وكذلك ما يقوم به مركز الدفاع المدني في قرضة من مباشرة للحوادث. معاناة إلى ذلك، قال مدير الشؤون الفنية في فرع هيئة الهلال الأحمر في منطقة عسير أحمد إبراهيم "إن سيارات الإسعاف تواجه معاناة حقيقية عند إسعاف المصابين في عقبة ضلع، نظرا للازدحام الكثيف الذي تشهده، وطبيعتها الوعرة، إضافة إلى التجمهر عند قوع الحوادث والفضول الزائد من قبل البعض"، لافتا إلى أن ازدواج طريق العقبة من شأنه الإسهام في تسهيل وصول مركبات الإسعاف إلى المحتاجين في وقت قصير. عقبة جديدة من جانبه، أكد مدير عام إدارة النقل في منطقة عسير المهندس علي مسفر أن "الوزارة أقرت مؤخرا مشروعا لازدواج جزء كبير من طريق عقبة ضلع يبدأ من جسر رجال ألمع -المنطقة الإدارية الفاصلة بين عسير وجازان- وحتى النفق الأول،" لافتا إلى أن تلك الخطوة ستكون بمثابة نواة لاستكمال ازدواج كامل الطريق من خلال خطة مرحلية، في حين يجري العمل حاليا لتأهيل وإصلاح جسور عقبة ضلع وتوسعة المسارات، وذلك وفقاً للمواصفات العالمية. وأضاف مسفر "أن وزارة النقل اعتمدت تنفيذ عقبة جديدة تبدأ من طريق الملك عبدالله الرابط بين أبها ومحافظة أحد رفيدة، وتنتهي في محافظة بيش بمنطقة جازان بطول يتجاوز 135 كيلو مترا، وسيتم تنفيذ المشروع بشكل مزدوج وباتساع مناسب وأنفاق ذات تصميم وجودة عاليين على أن تستوعب كافة أنواع وسائل النقل من شاحنات وغيرها،" مضيفا "أن المشروع الجديد من شأنه التخفيف على عقبة ضلع والعمل على تنويع طرق التنقل". عقبة ضلع • تربط منطقة عسير بجازان وتخترق العديد من الأودية. • اشتمل مشروعها على نحو 31 جسرا بلغ طولها الإجمالي 3400 متر. • بها جسر فولاذي على شكل قوس بفتحة قدرها 80 مترا وهو الجسر الوحيد بالمملكة. • تضم نحو 28 عبارة صندوقية و110,000متر مربع من الحماية الصخرية. • تشتمل على 2500 من المثبتات الصخرية التي تتراوح أطوالها بين 10 و30 مترا. • استغرق العمل في مشروع الطريق 5 سنوات وبلغت كلفته 415 مليون ريال.