"أنا طالعة على البحر مع العائلة"، "مبروك لزوجي السيارة الجديدة"، "أنا في المول الآن"، "أولادي بملابس العيد"، "معزومة عند حماي"، "هذه هدية من زوجي"، "أنا وزوجي في المطار متجهين إلى تركيا"، مثل هذه النماذج من المنشورات التي تظهر يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي ينشرها مستخدمون يجدون المتعة في كشف علاقاتهم الاجتماعية. ولا تستقر هذه العبارات المصورة عبر الأخبار أو التحديثات الشخصية، ولكن تمتد إلى نشر مقاطع فيديو في صفحات "الجروبات" تكشف تفاصيل خاصة جدا من الحياة الزوجية والأسرية، لتصبح بذلك بمثابة قنابل هادمة للعادات والتقاليد. وقد يتم ذلك بدون قصد، ولكن في معظم الأحيان يحرص المستخدمون على ذلك رغبة في التباهي ولفت الانتباه، وهو ما يجعل أسرار الأسر عرضة للعيون الحاسدة والحاقدة. تهديد العلاقات الاجتماعية حذر المحلل النفسي، المتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية، الدكتور هاني الغامدي من أن "نشر تفاصيل الحياة الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة انتشرت مع تطور وسائل التقنية، ولذلك تبعات خطيرة، فهو فضلا عن كونه يكشف معلومات عن الأسر من المهم حجبها، فإنه قد يكون بوابة للحسد والغيرة، وهو ما يهدد العلاقات الاجتماعية". وأضاف أن "نشر تفاصيل الحياة الخاصة قد يتسبب في العديد من المشكلات الناجمة مثل السرقة والطلاق والخلافات الزوجية والنزاعات بين الناس، وقد يصل إلى القتل". وأوضح الغامدي أن "وسائل التواصل الاجتماعي فضحت بعض البيوت، وجعلت الفرد يظهر على شخصيته الحقيقية التي تبحث عن الأنا، وتهتم بالمظهر دون الجوهر، وهي من السلوكيات الخاطئة". افتقاد الخصوصية بين الدكتور الغامدي أن "مواقع التواصل الاجتماعي أنهت عصر الخصوصية التي تتسم بها الشخصية العربية، وأصبح الإنسان مراقبا على مدار الساعة، وهو ما يتطلب وقفة مراجعة للحفاظ على قيم العائلة العربية وخصوصيتها"، مشيرا إلى أن كثيرين نسوا خصوصيتنا، وأغفلوا تقاليدنا كأمة مسلمة ومحافظة. وحول المشكلات الناتجة عن نشر تفاصيل الحياة الشخصية، أشار الغامدي إلى أن "هناك كثيرا من المشكلات التي تنتج عن كشف الحياة الخاصة عبر مواقع التواصل، حيث لوحظت زيادة حالات الطلاق من أول سنة زواج، وارتفاع حالات الابتزاز، والتشهير وغيرها من القضايا المنتشرة حاليا". وأكد أن "سهولة الوصول إلى المعلومة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا السناب شات أسهمت في تغيير السمات الاجتماعية للفرد والمجتمع، وهو ما ينبئ بعواقب خطيرة في المستقبل".