فتحوا نوافذ حياتهم وخصوصياتهم لتكون في مرأى للجميع، وهتكوا واقع الأسرار الشخصية من خلال التقنية الحديثة وبوابات قنوات التواصل الاجتماعية تحت منظور التقدم والتطور. «السناب شات» منصة اتخذها المهووسون بالتقنية وتطوراتها وسيلة إلى عرض الخصوصية التي يجب أن تكون في طي الكتمان والحفظ، وأصبح ذلك مسلسلا يوميا يتابع الجميع أحداثه عبر ما يسمى بالتواصل الاجتماعي الخاطئ. المهندس عماد بن رفعة، أشار إلى أن الخصوصية هي عنصر ضروري للحياة الطبيعية في المجتمع الحديث، والتي تعني في مجملها حق الفرد في حماية بعض مظاهر حياته الخاصة والمحافظة على السرية بما يصون سمعته ومعطيات الحياة التي يحرص على عدم تدخل الناس فيها خاصة مع التقدم التكنولوجي الهائل في مجال جمع المعلومات ونشرها واستغلالها، والتوسع المتنوع لخدمات المعلومات الإلكترونية والبيانات الرقمية في الآونة الأخيرة. محمد الشهري، أوضح أن التشريع الإسلامي اهتم بحق الإنسان في هذه الخصوصية، وحرم التجسس وتتبع عورات الناس وكشفها واطلاع الغير عليها، حتى لا تكون حمى مباحا لمن غلب عليه الفضول والقصد السيئ. المرشد الطلابي ماجد الشهراني، أضاف أن الاستخدام السلبي للسناب شات يسهم في ظهور العديد من المشاكل الاجتماعية، حيث أصبح المرتادون يعرفون كل زوايا المنزل، وتعدى الأمر إلى أماكن وجودهم أينما اتجهوا، وكذلك بدأت الخصوصية في حياة الناس تختفي، وهذا مؤشر خطير يهدد حياتنا الاجتماعية ويجعلها عرضة للمشكلات، مؤكدا أن بعض الأمور في حياتنا اليومية يجب أن تتم بخصوصية تامة. وذكر ماجد بن زارب، أن وسائل التواصل الاجتماعي في جانب منها أثرت إيجابيا على حياتنا من حيث المرونة في الاتصال والتواصل مع الآخرين واختصرت المسافات، لكنها في الوقت ذاته تسببت في العديد من المشكلات الأسرية والاجتماعية وسيادة العزلة، إضافة إلى غياب مفهوم العيش في الجماعة. وترى كل من ريم القحطاني ونورة عبدالله ونسرين محمد، أن غالبية أفراد المجتمع يعمدون إلى نشر خصوصياتهم وبالذات المراهقين وذلك من باب مواكبة ومعايشة هذا التطور في جديد التقنية، حيث إن الإنسان يعتمد في سلوكه على الاستجابة لأي مؤثرات جديدة، لذلك فإن أكثر ما يدفع المراهقين إلى هذا الأمر هو أن البرنامج حق مشروع لهم ويعمدون من خلاله إلى إثبات استقلاليتهم وأنهم أصبحوا مسؤولين عن تصرفاتههم وأن من حقهم أن ينقلوا للآخرين بعضا من الصور ومقاطع الفيديو، ولا يستوعبون ما قد ينعكس عليهم من مشكلات واختراقات لخصوصيتهم.