ركزت وسائل إعلام غربية على أسباب تعرض بلجيكا لهجمات إرهابية متكررة، وأبانت أنها باتت تعتبر "معقل التطرف الأوروبي"، مستشهدة بأن أكثر من 500 مواطن بلجيكي خرجوا من ضاحية مولينبيك في العاصمة بروكسل، لوحدها والتحقوا بتنظيم داعش في سورية. كما أشارت إلى أن الإرهابيين الذين هاجموا فرنسا مرتين خلال الفترة الماضية جاؤوا جميعهم من بلجيكا، حيث تم التخطيط منذ البداية للهجمات. وتشير مصادر أمنية إلى أن 130 من الذين سافروا للقتال في سورية عادوا إلى بلجيكا، وباتوا يشكلون خطرا على الأمن، فيما قتل 77 خلال المواجهات وبقي أكثر من 200 في سورية، حيث لا زالوا يقاتلون في صفوف التنظيم. تزايد النزعة الإرهابية لم تقتصر أهداف المتشددين في بلجيكا على مجرد اتخاذها وطنا بديلا، والانطلاق منها لارتكاب أعمال غير قانونية، كما هو الحال في كثير من الدول الأوروبية، بل إن طموحهم تزايد ووصل حد العمل لأجل فرض الشريعة على البلاد، ولو عن طريق العنف، وتبرز في هذا المجال منظمة "الشريعة من أجل بلجيكا"، التي حظرتها سلطات بروكسل بشكل رسمي ولاحقت القائمين عليها. تقول صحيفة "الجارديان" البريطانية إن هناك مجموعة من الأسباب التي تجعل بلجيكا ملاذا آمنا للإرهابيين، وتساعد على انتشار الأفكار المتشددة فيها، وتجعلها حلما لكل متطرف، في مقدمتها موقعها الجغرافي المميز، الذي يجعلها تتوسط ألمانياوفرنسا وبريطانيا، فخلال ساعتين فقط يمكن الوصول من بروكسل إلى أي من الدول الثلاث المهمة المشار إليها، فضلا عن أن كونها جزءا من منطقة "شينجن" يعطيها ميزة إضافية تجعل الدخول إليها والخروج منها بالغ السرعة. أتاح تزايد أعداد المهاجرين من جميع قارات العالم إمكانية تحويل المجتمع البلجيكي إلى حاضنة مميزة لأي مجموعة إرهابية ترغب في الاختفاء وسطه، كما أن المهاجرين من دول إسلامية مثلا يعيشون في مناطق معينة، يوجدون فيها بكميات كبيرة، مثل ضاحية مولينبيك بالعاصمة بروكسل. كما يوجد آسيويون في مناطق أخرى، وأفارقة في مناطق معينة. وهذا الوضع يضع المتشددين أمام خيارات عديدة للاختفاء.