رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار في سورية يومه الثالث والعشرين، واستمرار المفاوضات في جنيف بين وفدي المعارضة ونظام الأسد، على وقع سحب روسيا معظم ترسانتها العسكرية من الأراضي السورية، واصلت طائرات الأسد الحربية والقوات الموالية له خرق اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق متفرقة بسورية، مخلفة عددا من الضحايا المدنيين، كما أكدت مصادر أن الجولة الثانية من المفاوضات أثبتت جدية المعارضة كشريك حقيقي للأمم المتحدة لتحقيق الانتقال السياسي المطلوب، عكس النظام الذي يحول دون التوصل لاتفاق. وجدَّد كبير مفاوضي المعارضة السورية محمد علوش، المطالب بضرورة رحيل الأسد في أي عملية سياسية، مشيرا إلى أن نظامه حوّل السوريين إلى شعب لاجئ. وقال علوش عقب مشاركته في مظاهرة ضد النظام أمام مبنى الأممالمتحدة في جنيف أول من أمس، إن المعارضة لن تقبل بحل وسط في المفاوضات. وفيما انتقد مصدر قريب من النظام الأسد في وقت سابق، إدارة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا للمفاوضات، أوضح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف عبدالأحد إسطيفو أن النظام يعمل جاهدا على إفشال المباحثات، عبر اختلاق المشكلات والتهرب من خوض المفاوضات المباشرة، مشيرا إلى أن المحادثات لا زالت في بدايتها ولم تتجاوز مرحلة الخطر أو الانهيار، وأن المعارضة حريصة على استمرارها. وقال إن وفد المعارضة أثبت تمثيله الحقيقي للثورة السورية والتمسك بثوابتها، مضيفا "أظهرنا جديتنا في الحل، وبدا النظام كمعيق له". مضيفا أنه كان لأعضاء الائتلاف لقاءات في جنيف مع أطراف دولية ومنظمات عالمية لها علاقة بملف العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، مؤكدا على ضرورة المساءلة والمحاسبة، إلى جانب ملف المعتقلين وضرورة الإفراج عنهم، بدءا بالنساء والأطفال. وكان رئيس وفد النظام في مفاوضات جنيف بشار الجعفري، قد أعلن عن تقدمه بطلب تأجيل الجولة المقبلة لمفاوضات جنيف، لتزامنها مع الانتخابات البرلمانية التي دعا إليها الأسد، زاعما أن جولة الحوارات المباشرة لا يمكن تحقيقها إلا بعد استكمال مرحلة الشكل أولا، وأن يكون هناك جدول أعمال واضح يجمع المتحاورين حوله وأن توجد قواسم مشتركة". خرق الهدنة واصلت طائرات نظام الأسد الحربية في سورية والقوات الموالية له خرق اتفاق وقف إطلاق النار، وألقت أمس 16 برميلا متفجرا على أطراف مخيم خان الشيح بريف دمشق الغربي، ما أدى إلى حالة فزع وخوف شديدين بين أبناء المخيم وخاصة الأطفال. وذكرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، أن قوات نظام الأسد استهدفت بالرشاشات الثقيلة طريق المخيم الرابط بمنطقة زاكية، وهو المصدر الوحيد الذي يمد أبناء المخيم بالمؤن والمواد الغذائية، مشيرة إلى أن مدفعية قوات الأسد استهدفت سيارة مدنية تقل عددا من المهجرين قرب مخيم خان الشيح ما أدى إلى مقتل طفل وأربعة جرحى من الأهالي. من ناحية ثانية، قالت مصادر أمس إن مقاتلي تنظيم داعش سيطروا على خمسة حواجز لقوات النظام غربي جبل شاعر بريف حمص الشرقي شمال دمشق، لافتة إلى أن التنظيم اقتحم المدينة الصناعية في شمال المحافظة من محاور عدة، وسيطر على قرية كفر صغير.
انسحاب روسيا بلا نتيجة أكد عدد من اللاجئين السوريين في الأردن أن الانسحاب الروسي من بلادهم "خطوة بلا نتيجة مع استمرار رئيس نظام الأسد في السلطة". جاء ذلك خلال جولة ميدانية شمال الأردن، لاستطلاع آراء اللاجئين السوريين المقيمين هناك، حول القرار الذي اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين الماضي بتنفيذ انسحاب جزئي من الأراضي السورية. ووصف أحد اللاجئين ويدعى عبدالكريم المسالمة التدخل الروسي في سورية "بالمؤامرة"، مشددا على عدم ثقته في خطوة الانسحاب التي أعلنتها موسكو الأسبوع الماضي، وقال "حتى الآن نحن غير متأكدين من حقيقة هذا الانسحاب، وما دام بشار موجودا فلن تهدأ الأمور". وكانت الأردن قد أعلنت أمس استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيها جراء استمرار العمليات الحربية التي تنفذها قوات النظام وميليشيات عراقية وإيرانية والطيران الروسي ضد المدنيين في مختلف أنحاء سورية.