تحدث عدد من رواد العمل الإداري عن تجاربهم أثناء عملهم في ندوة "ذاكرة الإدارة.. تجارب في إدارة المناصب" ضمن فعاليات معرض الرياض للكتاب، حيث رأى وزير الدولة الأسبق الدكتور مدني علاقي: "إن جامعاتنا تعد من أفضل جامعات الشرق الأوسط رغم كل الانتقادات التي توجه إليها"، مشيرا إلى أن كل "ما تحتاجه هذه الجامعات هو تطوير آلية البحث العلمي الذي يجب دعمه بشكل مختلف عما هو عليه في الوقت الراهن مع التركيز على المبادئ والأسس في سبيل الارتقاء بالأبحاث العلمية، وليس من أجل الحصول على الترقيات والدرجات العلمية فقط". يقول الدكتور علاقي إنه من خلال تجربته العملية لمس "مدى القسوة التي تتعامل بها المرأة مع بنات جنسها حين تتولى مسؤولية الإدارة"، وتمنى أن يكون ذلك قد "أصبح شيئا من الماضي". صراعات العمل تحدث في الندوة كذلك قائد القوات الجوية الملكية السابق الفريق عبدالعزيز هنيدي، عن بعض ملامح تجربته العملية، حيث ذكر أنه كان يعقد 3 اجتماعات بشكل أسبوعي لمناقشة وتنفيذ المهام المنوطة بفريق العمل، محاولا أن يكون ذلك خارج ساعات العمل الرسمية حتى لا يعيق سير معاملات المراجعين، مضيفا أنه كان يهتم ب"عدم خلق العداوات بقدر الإمكان"، وذلك من خلال "ضبط بوصلة الغضب لديه"، كاشفا أنه كان يلجأ إلى ركن مختصر في مكتبه يوجد فيه سرير وباقات ورد في لحظات غضبه فيصلي ويسترخي قليلا حتى يتمكن من الحفاظ على هدوء أعصابه. وأشار الفريق هنيدي إلى أنه كان لديه أمنية لم تتحقق سابقا، ويتمنى أن تتحقق في الوقت الحاضر ألا وهي "السماح للعنصر النسائي في الانخراط في مجال طب الطيران، فهي مهمة تناسب المرأة وستبدع فيها بلا شك"، حسب رأيه. تجارب القطاع الخاص سرد في الندوة المدير التنفيذي لشركة "الاتصالات السعودية" سابقا المهندس خالد الملحم تجربته العملية في عدد من المناصب التي تقلدها، مشيرا إلى "النجاح الذي حققته الاتصالات في تلك الفترة"، ودلل على ذلك ب"فتح المجال أمام شركات الاتصالات للعمل في السوق المحلي، مما أتاح الفرصة إلى تقديم خدمات بشكل جيد وخلق مزيد من فرص العمل أمام الشباب"، كما تطرق إلى تجربته في القطاع المصرفي، إضافة إلى تجربته في شركة "المراعي"، وكذلك منصبه في الخطوط السعودية الذي يعتقد أنه حقق "نجاحا كبيرا" فيه، حيث تم تحسين الخدمة وزيادة الأسطول السعودي، مما أسهم في القفز بمستوى جودة الخدمة بشكل جعل باستطاعة الخطوط السعودية خدمة 19 مليون راكب بدل 9 ملايين راكب، مختتما بالقول "التخصيص لم يعد خيارا بل أصبح لزاما من أجل فتح باب المنافسة للوصول إلى خدمة أفضل".