كشف ثلاثة من كبار المسؤولين السابقين النقاب عن تجربتهم في الإدارة، في ندوة نظمتها اللجنة الثقافية لمعرض الرياض الدولي للكتاب (أمس) الاثنين، وأدارها الأستاذ إدريس الدريس. استهل الندوة معالي الدكتور مدني عبدالقادر علاقي، وزير الدولة سابقاً، والذي تحدث عن أول المناصب التي تولاها، وكان آخرها وزير الدولة، وكشف عن مهامه كوزير والتي قد لا يلم بها البعض، وقال: "أرفع المعاملات والتوصيات إلى مجلس الوزراء، واستقبال الأوامر والملفات من جهات عليا، ودراستها ثم إعادتها مع التوصيات والاقتراحات، وهناك وظائف أخرى لها كأي وزير آخر، دون أن يكون لها حقيبة وزارية ومعاملات وأفراد، مثل حضور المؤتمرات والمناسبات الدبلوماسية مثل تنصيب رئيس دولة، بتكليف من خادم الحرمين الشريفين، كما إنه يعد مستشاراً للمليك وولي عهده وولي ولي عهده، ويقدم دراسات معينة لبعض المسؤولين، وكما يكلف بقرار من الملك بعمل وزراء آخرين، بناءً على طلب الوزير، خاصة حينما يكلف الوزير بمهمة عمل خارج المملكة"، لافتاً إلى أنه تولى في فترة من الفترات 5 حقائب وزارية. وأضاف مدني إنه عمل أيضاً في مجلس الخدمة المدنية، وفيه كانت تتخذ القرارات جماعياً. ومن تجربة إدارية إلى تجربة عسكرية، تحدث معالي الفريق ركن طيار عبدالعزيز بن محمد هنيدي، قائد القوات الجوية الملكية سابقاً على مدى 8 سنوات متتالية، وكشف عن تعلمه الطيران مع زملائه، والذين أتقن بعضهم الطيران قبل قيادته السيارة، دلالة على حدة ذكائهم وإبداعهم. وأشار إلى دروس اكتسبها من تجربته في إدارة القوات الجوية، قائلاً: لقد اهتممت بالوقت، وبرز ذلك من خلال "الاجتماع العاجل" الذي كنت أعقده مع المرؤوسين، وهو اجتماع محدد الأهداف لا يتجاوز الساعة، حرصاً على استغلال الوقت"، داعياً إلى عدم الإكثار من الاجتماعات خلال وقت الدوام، فتكون إما في الصباح الباكر أو بعد الدوام، واستثمار وقت الدوام في خدمة المواطنين. ونصح من واقع خبرته بحسن اختيار مدير المكتب الصادق الأمين، المخلص، المثابر والمجتهد. وأشار معاليه إلى أهم الصفات الواجب اكتسابها، ومنها جهاد النفس، وقدرتها على كظم الغيظ وإدارة الغضب بعدة طرق، منها ذكر الله وصلاة ركعتين، مضيفاً: حاول قدر المستطاع أن لا يكون لك أعداء، وتشاور مع ذوي الخبرة، مهما بلغ منصبك أو رتبتك، خاصة المتقاعدين، وما خاب من استشار. واستذكر خلال الندوة مواقف وتحديات وكيفية تعامله معها، مشيراً إلى أنه تعلم كيف يرسم حياته ويخطط لها، عبر تقسيمها إلى 5 محاور هي: الأمور الدينية - العائلة - العمل - الأصدقاء والأرحام - نفسك، كما دعا إلى الاهتمام بالمتقاعدين ودعوتهم إلى المناسبات وفاءً لهم، والاستعانة بخبراتهم الثرية. وختم الفريق ركن طيار هنيدي حديثه بالإشارة إلى القوات الجوية السعودية المشاركة في عملية عاصفة الحزم، والتي كان لها دور أساسي في كسر شوكة الحوثيين، ورفعت معنويات قواتنا الباسلة إلى أعلى المستويات. ومن التجربة العسكرية إلى تجربة خدمية لصيقة بالمواطن، تحدث معالي المهندس خالد بن عبدالله الملحم، المدير العام للخطوط الجوية السعودية سابقاً والمدير التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية سابقاً، وتحدث عن عمله بصندوق التنمية الصناعية، واصفاً إياها بالتجربة الناجحة التي أثرت حياته، والتقى فيها أناسا بدأوا تجارتهم من الصفر، كما تعرف على خفايا الصناعة في المملكة. وعن انتقاله لاحقاً للعمل المصرفي، قال إن عمله في البنك السعودي البريطاني أكسبه الكثير من الخبرات، وفيه أنجز الكثير أيضاً، وتعلم كيفية مواجهة الأزمات والتحديات مستفيداً من تجربة حرب الخليج الثانية، والمصرفية الإسلامية، وانتقاله للعمل في شركة "المراعي" عاماً واحداً، ثم إلى شركة الاتصالات السعودية، والتي كانت جزءاً من وزارة البرق والبريد والهاتف، ثم تم تخصيصها. وعن عملية التخصيص، أكد المهندس الملحم أنه في أي عملية تخصيص يجب البحث عن المؤثرين في هذه العملية وهم: الدولة - المواطن المساند - قطاع الأعمال - الموظفون، مشيراً إلى أن هذه العملية ساهمت في تخفيف إنفاق الدولة، وتحسين الخدمة للمواطن، وتخفيض الأسعار، وإشراك القطاع الخاص في التملك، وتملك المواطن عبر الاستثمار والاكتتاب العام عبر أنجح الاكتتابات في منطقة الشرق الأوسط، وخلق وظائف جديدة، أما الموظفون فيتم العمل على تطوير قدراتهم ومهاراتهم وزيادة إنتاجيتهم، وإذا لم يتوفر الموظف المنتج المساعد على التحول، فلن ينجح التخصيص. أما عن آخر محطة، الخطوط الجوية السعودية، فوصفها بأنها مرحلة صعبة ومعقدة، مشيراً إلى أنه وزملاءه في الخطوط نجحوا في تحويلها إلى شركة قابضة، تضم عدة شركات تابعة، نجحت في استثمار التقنية لإيجاد طرق جديدة في الحجز وتسهيل الخدمات، وزيادة الأصول، وزيادة الرحلات الداخلية وعدد الطائرات، وبالتالي تحسين الخدمة.