قال عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية محمود أحمد نحلة إن في التراث العربي نصوصا نحوية بالغة القيمة، وإن الوقوف عليها بمثابة الوقوف على كنز ثمين، وإنه من المهم الوقوف على هذه النصوص في ضوء نظريات النص المعاصرة لتحاوره، لا أن تحاكمه وتنسحب عليه بشكل كلي، وإنما هي الاستفادة منها ما أمكن في قراءة النص النحوي القديم. جاء ذلك في المحاضرة التي نظمتها الجامعة الإسلامية في برنامج تواصل الثقافي بعنوان: "قراءة في نص نحوي قديم" حيث قدم نحلة قراءة في نص نحوي لابن هشام في غاية الأهمية، معتبرا ألا أحد قبل ابن هشام وقف عليه - في حدود علمه - وألا أحد من النحويين اهتم به بعده وأولاه من التأمل والدراسة ما يستحق، وأن من قبله وجدت عندهم إشارات في غاية الاختصار لصور تأليف الكلام، كسيبويه، والفارسي والأستراباذي. حصر العناصر وأضاف نحلة: حاول ابن هشام في هذا النص أن يقدم حصرا لعناصر تأليف الكلام بشكل حاسوبي متقن، وهذا أمر متقدم بالنظر إلى عصر ابن هشام، ثم جاء بعد ابن هشام السجاعي مستدركا على ابن هشام، جاعلا صور ائتلاف الكلام سبعا بزيادة واحدة على ما ذكره ابن هشام، ويعرف كلام بن هشام هذا بالجملة الأساسية، وهي أساس النحو العربي كله، وهي أقل ما يتألف منه الكلام، وتعد هذه نظرة تركيبية تجمع الأجزاء النحوية في بناء موحد، عكس النظرة التجزيئية التي تقطع أوصال النحو العربي، وتفصل كل باب وجسم منه عن بقيته. مكانة النص بالفكر وبين الدكتور نحلة أن النص يحتل مكانة عالية في الفكر اللغوي، وأن هذه النظرة التي أتى بها ابن هشام أول ما وجدت في العصر الحديث عند عالم إنجليزي، ومنه انتقلت إلى باحث ألماني. مآخذ النصوص ثم استعرض المحاضر بعض المآخذ على نص ابن هشام هذا، تمثلت في أمور عدة: أن ابن هشام قال: "الكلام" ولم يقل الجملة، وابن هشام يعي ما يقول، فقد قال هذا عن قصد ووعي، والكلام عند ابن هشام هو: اللغة المنطوقة فقط، دون المكتوبة، وهو يلغي أنماطا كلامية أخرى كالإشارة، وهذا أيضا موقف متقدم، كما أن ابن هشام خالف خطته في هذا النص، ولم يشرحه بل "مضى لا يلوي على شيء"، ولم يشرح الصور الست التي أوردها، وهذا أمر غريب كما خالف خطته هذه في دراسة الجملة في كتابه شذور الذهب حيث جعل الجملة في: باب المرفوعات وباب المنصوبات وهكذا، وكذلك وصفه في بعض الصور كان شكليا ووظيفيا "بمعنى: أن يذكر الاسم ووظيفته"، وفي بعضها الآخر كان وصفه شكليا فقط. وقدم الدكتور مقترحا على صور ائتلاف الكلام التي أوردها ابن هشام، معتبرا أنه يحل بعض الإشكالات التي وقع فيه ابن هشام في بعض الصور. يذكر أن برنامج تواصل الثقافي يعقد عددا من اللقاءات والمحاضرات والندوات الأسبوعية في عدد من القضايا الثقافية واللغوية والبلاغية والأدبية.