أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، إدانة حكومته واستنكارها الشديد، لما تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في إيران، وقال في بيان وزاري "همّنا الأول يبقى توطيد العلاقات مع إخواننا العرب، خصوصا المملكة، التي هي أمّ الجميع وكبيرتهم، وحرصنا دوما على التواصل معها"، وأضاف أنه سيجري اتصالات مع الرياض، تمهيدا لجولة خليجية على رأس وفد وزاري، وأضاف "من الضروري تصويب العلاقات بين لبنان وأشقائه العرب، ومن جانبنا نعلن تمسكنا بالإجماع العربي في القضايا المشتركة". وكان سلام ترأس جلسة طارئة لمجلس الوزراء، استمرت نحو سبع ساعات، لبحث السياسة الخارجية، ولإصدار بيان بشأن الموقف السعودي من وقف تسليح الجيش، واستقالة وزير العدل، أشرف ريفي. وقال سلام في بيانه الختامي "انطلاقا من نص الدستور القائل، إن لبنان عربي الهوية والانتماء، وعضو مؤسس وعامل في جامعة الدول العربية، وملتزم بمواثيقها، وانطلاقا من العلاقات الأخوية التاريخية التي تربطه بالأخوة العرب، نؤكد وقوفنا الدائم إلى جانب إخواننا العرب، وتمسكنا بالإجماع العربي في القضايا المشتركة التي حرص عليها لبنان دائما". التمسك بالإجماع العربي أعرب وزير الشباب والرياضة، عبدالمطلب حناوي، في حديث إلى "الوطن"، عن أمله في أن يكون البيان الذي صدر قد أوضح الموقف اللبناني، ومشيرا إلى الزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة على رأس وفد وزاري إلى المملكة، ستخصص لإزالة أي شوائب". وأشار إلى أن القاعدة المتفق عليها في لبنان هي سياسة النأي بالنفس من أزمات الدول المجاورة، وأن يكون هناك تمسك بالإجماع العربي فيما يتعلق بالقضايا المشتركة". أهمية تصويب العلاقات قال وزير الإعلام رمزي جريج في تصريحات إلى "الوطن"، "البيان الوزاري ركز على أن لبنان مع التضامن العربي، وأنه عربي الهوية، وعندما يكون هناك إجماع فهو ضمن هذا الإجماع، وهناك إشادة بالعلاقات التي تربط لبنان مع المملكة وسائر دول الخليج العربي، وطلب سلام من الوزراء إجراء الاتصالات اللازمة لتصويب هذه العلاقات، وذلك بالإجماع الوزاري". وعدّ جريج أن نجاح الصيغة مرتبط بالاتصالات التي ستحدث، وتولد قناعة عند السعوديين بأن الموقف اللبناني الذي عبر عنه البيان سيترجم على أرض الواقع". الإشادة بالمملكة أضاف سلام "نؤكد التزامنا سياسة النأي بالنفس، وتحصين بلادنا تجاه الأزمات المجاورة، وعدم تعريض سلمه الأهلي وأمانه ومصادر دخل أبنائه للخطر. ولبنان لن ينسى للمملكة رعاية مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان، وإسهامها الكبير في عملية إعمار ما هدمته الحرب، ودعمها الدائم في أوقات السلم لمؤسساته النقدية والاقتصادية والعسكرية والأمنية. كما لن ينسى أن المملكة، وباقي دول الخليج العربي والدول الشقيقة والصديقة، احتضنت وما تزال مئات الآلاف من اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب، الذين يسهمون بجهودهم في نهضة هذه المنطقة العزيزة من عالمنا العربي وينعمون بالأمان والاستقرار في ربوعها.