أكد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام تمسك لبنان بالإجماع العربي في القضايا المشتركة، ووقوفه الدائم إلى جانب العرب. وقال في مؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة الاستثنائي أمس (الاثنين)، إن لبنان لن ينسى للسعودية رعايتها لمؤتمر الطائف ومساهمتها الكبيرة في إعادة الإعمار ودعمها الدائم لمؤسساته النقدية والاقتصادية والأمنية والعسكرية. وأضاف سلام أن لبنان لن ينسى أيضا للسعودية ودول الخليج احتضانها مئات الآلاف من اللبنانيين الذين ينعمون بالأمن والاستقرار. وأشار إلى أن لبنان يسعى إلى تقليل خسائره قدر المستطاع، فضلا عن التزامه سياسة النأي بالنفس والابتعاد عن الأزمات المجاورة. وشدد البيان الذي قرأه سلام على ضرورة تصويب العلاقة بين لبنان وأشقائه، وعلى إزالة أية شوائب ظهرت أخيرا في علاقات لبنان العربية. وكلف المجلس الوزاري رئيس الحكومة بإجراء الاتصالات اللازمة مع السعودية ودول الخليج للقيام بجولة تبدأ بالسعودية، وتهدف إلى تصويب وتوطيد وتوثيق العلاقات مع العرب وخصوصا السعودية. وفي معرض رده على سؤال حول خلو البيان الوزاري من إدانة انتهاكات إيران ضد البعثات السعودية، قال: «ندين أشد الإدانة ما تعرضت له سفارة وقنصلية السعودية في إيران». وأضاف أن الحكومة سبق أن أدانت الممارسات الإيرانية حين حدوثها. وجدد سلام التأكيد على أن «السعودية هي أم الجميع وكبيرة الجميع، وكنا دائما على حرص على التواصل معها». واللافت أن البيان الوزاري اللبناني الذي تضمن خمس نقاط خلا من إدانة الممارسات الإيرانية ومواقف وزير خارجية حزب الله جبران باسيل. وكان رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام قد أكد للوزراء بكل أطيافهم وأحزابهم في حكومته، أمس، أن للمملكة العربية السعودية دينا على لبنان والوضع خطير ويستوجب منا إجراءات عاجلة وحاسمة. موقف الرئيس سلام جاء في بداية جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية والماراثونية التي عقدت أمس الإثنين في السراي الحكومي ببيروت لبحث بند واحد وهو العلاقات اللبنانية السعودية إثر قرار المملكة بتجميد الهبة المقدمة لتسليح الجيش اللبناني. الوزراء وقبيل دخولهم الجلسة أجمعوا على ضرورة صدور بيان يؤكد التزام لبنان الخط العربي الجامع والتضامن مع المملكة ما عدا وزراء حزب الله الذين استمروا بمواقفهم التصعيدية وأبرزهم كان الوزير محمد فنيش الذي رفض تقديم أي اعتذار عن مواقف الحزب المسيئة للعلاقات العربية.