شدد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي على ما يقوله خادم الحرمين الشريفين: نحن جزء من هذا العالم، نعيش مشاكله والتحديات التي تواجهه ونشترك جميعا في هذه المسؤولية، وسنسهم -بإذن الله- بفاعلية في وضع الحلول لكثير من قضايا العالم الملحة. وأكد الطريفي في كلمته أمس خلال عقد وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بقاعة الاجتماعات في مطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، أعمال اجتماعهم الاستثنائي الثالث، برئاسة الطريفي، وحضور الأمين العام لدول المجلس الدكتور عبداللطيف الزياني، على أن عملنا -بحمد الله- يتفق مع التوجيهات العالمية ومع الرؤى الإنسانية ويتوافق مع الالتزامات الدولية في حماية الدول والشعوب، واستثمر الفرصة في التأكيد على خيارنا الإستراتيجي الدائم في مجلس التعاون بتحقيق رؤية قادة بلداننا وشعوبها بالتعاون لنصرة إخوتنا العرب ودعم قضايانا العادلة في العالم. ونقل الطريفي في ترحيبه بوزراء الإعلام في دول المجلس تحيات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- وأضاف قائلا: يثق مقامه الكريم أنكم تقومون بجهود مميزة في دعم الخيارات والتوجيهات السياسية لدولكم فيما يخدم خليجنا العربي، ورؤانا المشتركة في خدمة إخواننا العرب والمسلمين، ويتطلع إلى مزيد من الجهود النوعية المشتركة في هذا السبيل. وأضاف: أتشرف بأن أرفع باسمكم خالص الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لتفضله -حفظه الله- بالموافقة الكريمة على عقد هذا الاجتماع الطارئ لنا للتشاور والتنسيق المشترك حيال توحيد الجهود الإعلامية في سبيل كشف ما تقوم به ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح من تعطيل للعمليات الإغاثية الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، وعملية التفاوض مع الحكومة الشرعية وتسليط الضوء على كل الاعتداءات والانتهاكات المتكررة للحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح على أراضي المملكة، وإطلاق المقذوفات والصواريخ الباليستية بشكل عشوائي أدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات، فهذه الاعتداءات الإجرامية تمثل في حقيقة الأمر اعتداء على جميع دول المجلس.
التصدي بخطط إعلامية قال الطريفي نجتمع اليوم ودولنا تمر بمخاض كبير على أصعدة متعددة، وتواجهها حملات إعلامية ممنهجة مغرضة، تتطلب منا التصدي لها بعمل موحد يبنى على إستراتيجيات طويلة المدى وخطط إعلامية عاجلة بجميع وسائل الإعلام التقليدية والجديدة، فمسؤوليتنا كوزراء للإعلام في هذه الفترة العصيبة والحرجة تتعاظم للنهوض بإعلام دولنا بأن يقوم بمسؤولياته للوقوف ضد هذه الحملات الإعلامية الموجهة ضد دول المجلس، فهي فرصة مهمة لوزارات وهيئات الإعلام في دول المجلس لإجراء مراجعة دقيقة لإستراتيجيات العمل الإعلامي الخليجي المشترك في الأزمات في ظل تسارع الأحداث من حولنا، وتبادل الأفكار والرؤى في سبيل إعداد وتنفيذ حملة إعلامية مشتركة موحدة، والسعي إلى تعزيز الجهود المبذولة لتكون منسجمة مع توجيهات وتطلعات قادة دول المجلس -حفظهم الله- في تطوير الأداء الإعلامي في كافة دول المجلس، تحقيقا للأهداف التي أنشئ من أجلها.
كيان واحد لشعوب روابطها كثيرة وأوضح الطريفي أنه ومنذ تأسست الأمانة العامة للمجلس في مايو 1981 ومؤسستنا الخليجية العريقة تسعى إلى تحقيق أهداف سامية رسمها قادة دول المجلس لخدمة مواطني هذه الدولة، إيمانا منهم بأن دول المجلس كيان واحد تجمع شعوبه روابط كثيرة أهمها الدين والدم والمصير المشترك، وما زال مجلس التعاون يواصل العطاء والدعم للخيارات الإنسانية والسلمية، ويقف بحزم تجاه كل ما يؤثر سلبا في أمنه وأمن شعوبه، وتتعاون دول وتتآزر في إرساء هذا المنهج. وتابع: ومن هذا المنطلق نأمل أن ننطلق إلى آفاق أرحب في تنسيق وتوحيد الرسالة الإعلامية المشتركة لفضح انتهاكات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح المتمثلة في إعاقة عمليات الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني في إيصال الدواء والغذاء إلى المناطق المحاصرة في اليمن، وما تقوم به من تعطيل لعملية التفاوض وتكرار الاعتداءات على الحدود الجنوبية للسعودية وإرسال المقذوفات والصواريخ الباليستية العشوائية إلى أراضي المملكة، ولتحقيق هذا الهدف فقد قدمت بعض المقترحات لتنفيذ هذه الحملة ضمن جدول أعمال اجتماعكم الموقر، روعي فيها ما يحقق الأهداف المتوخاة ويترجم الرؤى والإستراتيجيات المرسومة.