فتح الكاتب العراقي صموئيل شمعون النار على النقاد في الوطن العربي عندما وصفهم في تصريح إلى "الوطن" بالقول "أنا أعرفهم جيدا، وأعرف أنهم فاسدون"، حيث جاء حديثه تعليقا على أحدث رأي كتبه في "فيسبوك" هاجم فيه وبالاسم بعض النقاد المعروفين قائلا "فيصل دراج لا يقرأ. محمد برادة لا يقرأ، صبري حافظ لا يقرأ. صلاح فضل لا يقرأ. نبيل سليمان لا يقرأ. هؤلاء هم النقاد العرب. يكتبون عن أصدقائهم فقط، يكتبون عمن يدعوهم إلى المطاعم... بئس النقد الأدبي العربي، بالنسبة لصديقنا عبده وازن، فهو كريم ولطيف، ولكنه لا يقرأ". وبناء على هذه السطور تفاعل معه أكثر من 150 كاتبا عربيا مؤكدين كلامه وكل شخص منهم يشرح معاناته مع النقاد بطريقة تتهم فيه أصحاب هذه الأقلام بأنهم يكتبون عمن "يطعمهم ويسقيهم ويقدم لهم فقط وللأصحاب فقط وغالبا ما تكون مجاملات". وردت عليه الكاتبة المصرية بقولها "نحن نكتب لمتعة الكتابة في حد ذاتها... الذي يقرأ يقرأ والذي لا يقرأ لا يهم"، وأضاف الكاتب العراقي محمد علوان متهما "أضف إلى القائمة الكثير الكثير من النقاد ممن لا يقرؤون ولكنهم يكتبون". أما الكاتب هيثم حسين برده فوصف الأمر ب"نقد تحت الطلب". لكن الكاتب المغربي لطيف عدنان فصل في الأمر بالقول "عكس نماذج من تراثنا كالآمدي للمثال لا الحصر، لم تترسخ ثقافة التفكيك والنقد بعد فينا، ولا زلنا نقارب النقد كعملية تأويل تتحكم فيها الذائقة ومدى انفتاح النص على إمكانية إسقاط عدتنا التأويلية الملقنة تلقينا من إحدى المدارس. بكل بساطة نفتقد فن القراءة والاستسلام للنص بما فيه وليس بما نود أن يكون فيه أو لعلاقتنا مع من وضع ما فيه". وأيد الشاعر السعودي محمد الدميني ما ذكره شمعون بالقول: نعم.. نعم لا يقرؤون يا صموئيل.. القراءة لدينا فقدت وظيفتها التاريخية، وليس بريقها وصداها المعتاد..! هذا خطر حقيقي لكن لا أحد يكترث.. فالمهم أن يقرأك الآخر على تويتر والفيسبوك وأن تزداد صورك البرمائية على الانستجرام" فيما أشار الشاعر المصري عبدالله السمطي إلى زاوية أخرى قائلا "من واقع معرفتي ببعضهم أضيف أيضا: أنهم إذا قرؤوا لا يقرؤون العمل كاملا، وبعضهم يطلب من تلامذته تلخيص العمل المراد نقده ثم يكتب هو مقالة معتمدا على خبرته النقدية. ثم إن هذا الجيل قدم ما عليه ولا معول عليه الآن لأنهم تحولوا من مسؤولية النقد إلى العلاقات العامة. حتى عبده وازن ناقد صحفي بوظيفة: محرر علاقات عامة".