قال المتحدث باسم قوات التحالف العربي، المستشار بمكتب وزير الدفاع، العميد ركن أحمد عسيري إن الطائرات الحربية السعودية انتشرت بطواقمها في قاعدة إنجرليك بتركيا. وأكد عسيري في تصريحات إعلامية، أمس، أن الانتشار السعودي في إنجرليك يقتصر على الطائرات الحربية حتى الآن، مؤكدا في الوقت نفسه أن السعودية أعربت عن استعدادها للمشاركة بريا في سورية. وأشار إلى أن اجتماع بروكسل أجمع على ضرورة العمليات البرية لمواجهة داعش بسورية، مشيرا إلى أن حجم المشاركة السعودية يحدده اختلاف الأهداف التي يضعها تحالف محاربة داعش. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد أعلن في وقت سابق أن أنقرةوالرياض يمكن أن تطلقا عملية برية ضد تنظيم داعش في سورية. وقال أوغلو بعد مشاركته في مؤتمر ميونخ، "إنه إذا كانت هناك استراتيجية ضد داعش فسيكون من الممكن حينها أن تطلق المملكة وتركيا عملية برية"، مؤكدا أن بلاده هي من تقدم مقترحات ملموسة، مستبعدا أن تكون مترددة في المشاركة. وأضاف أن المملكة تنوي إرسال طائرات إلى قاعدة إنجرليك التركية التي تحتضن عمليات قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مشيرا إلى وصول مسؤولين من الرياض للاطلاع على القاعدة. ورغم أن أوغلو لم يفصح عن عدد الطائرات المتوقعة من الجانب السعودي، فإنه ذكر في الوقت نفسه أن المملكة تبدي استعدادا كبيرا وجدية في مكافحة الإرهاب. يأتي ذلك في وقت، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، أن فرص نجاح اتفاق وقف إطلاق النار في سورية بحلول الأسبوع المقبل والذي توصل إليه مؤتمر ميونخ أول من أمس، تقل عن 50 %، وأن نسبة النجاح لا تتجاوز 49 %، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، روسيا، إلى تغيير أهدافها العسكرية بسورية، موضحا أن الأزمة وصلت إلى مرحلة مفصلية مع إمكان التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال أسبوع. وأكد كيري خلال مؤتمر ميونخ أن الغالبية العظمى من الهجمات الروسية تتركز على المعارضة، مبينا أن على موسكو لكي تنضم إلى اتفاق وقف القتال، أن تغير أهدافها في سورية، لافتا إلى أنه إذا فشلت خطة السلام فإن المزيد من القوات الأجنبية يمكن أن تدخل في الصراع. باريس تحرج موسكو بعد يوم واحد من الاتفاق الذي أبرمته القوى الكبرى في ميونخ لإيقاف القتال بسورية، احتدم الجدل أمس بين رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف، ونظيره الفرنسي مانويل فالس، بشأن قصف موسكو الذي يستهدف المدنيين السوريين. وفي مناظرة مباشرة مع ميدفيديف في ميونخ، طالب فالس روسيا بالتوقف عن قصف المدنيين، مؤكدا أن ذلك أمر ضروري من أجل تحقيق السلام في البلاد. وقال فالس إن "فرنسا تحترم روسيا ومصالحها.. ولكننا نعلم أنه من أجل إيجاد الطريق نحو السلام من جديد ينبغي أن يتوقف القصف الروسي للمدنيين". وفيما رفض ميدفيديف الانتقادات الموجهة لموسكو، نافيا أن تكون بلاده تحاول تحقيق أغراض سرية في سورية، أكد الأمين العام لحلف الناتو أن الاعتداء على أي بلد في الحلف سيواجه برد من جميع أعضاء الناتو، متهما روسيا بزعزعة الأمن والاستقرار في أوروبا. التحول لحرب عصابات نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن قادة في المعارضة السورية، أمس، قولهم إن استمرار وجودهم يعتمد على تغيير التكتيكات الحالية إلى حرب العصابات، والتخلي عن التمسك بالأرض، بعد الخسائر التي لحقت بهم أخيرا في مناطق عدة بالبلاد. وأكدوا أنهم بدؤوا بالفعل في العمل بالتكتيكات الجديدة باغتيالات وكمائن وبالهجوم والفرار في مدينة حلب. وأشارت الصحيفة إلى قول أحد القادة السياسيين لجبهة الشام، يُدعى مصطفى أمين، بأن مسؤولية المعارضة الآن هي تغيير الأسلوب الذي تحارب به، مبينة أن حرب العصابات ليست جديدة على المعارضة، إذ استخدمتها في قلب مدينة دمشق للاستيلاء على بعض الأحياء، كما لجأت إلى تفجير السيارات المفخخة في مدينة حمص بعد أن أُجبرت على الانسحاب منها عام 2014، لافتة إلى أن فصائل المعارضة في حلب نزلت تحت الأرض وحفرت أنفاقا تحت المباني الحكومية ودمرتها. ونسبت الصحيفة إلى محللين قولهم إن المعارضة تأمل أن يساعدها هذا التكتيك على الاستمرار، من أجل إضعاف النظام في ريف حلب ومناطق أخرى. أسلحة كيميائية في سياق متصل، أشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية أمس إلى التحذيرات التي أطلقها مدير جهاز الاستخبارات الوطنية الأميركية، جيمس كلابر، من قدرة تنظيم داعش على شن هجمات باستخدام أسلحة كيميائية. وأكدت الصحيفة أن داعش استخدم هذه الأسلحة مرات عدة في إطار مساعيه للتوسع، كما أن كل طرف في الحرب الأهلية السورية يتهم بقية الأطراف باستخدام أسلحة كيميائية. وأشارت الصحيفة إلى شهادات أطباء وخبراء عسكريين أفادوا بأن عددا من المدنيين لقوا حتفهم في هجوم شنه داعش، في أغسطس الماضي قرب حلب، واستخدم خلاله أسلحة كيميائية هي في الغالب غاز الخردل، مؤكدا أن التنظيم تمكَّن من السيطرة على مصانع للأسلحة الكيميائية في العراق.