في خرق واضح للأعراف الدبلوماسية، واتفاقية فيينا التي تنظم أسس العمل الدبلوماسي بين الدول، تواصل السفارة الإيرانية في صنعاء أعمالها، وتقوم بأنشطة مريبة، باستغلال الحصانة الدبلوماسية، رغم قرار الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، قطع العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وإيران، بسبب تدخل الأخيرة في الشؤون الداخلية لليمن، وتورطها في دعم المتمردين الحوثيين وفلول المخلوع، علي عبدالله صالح، بالأسلحة والمساعدات العسكرية، لأجل استمرار العدوان الذي تمارسه بحق الشعب. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن السفارة الإيرانية بصنعاء لا زالت تعمل رغم قرار قطع العلاقات، واستدعاء البعثة اليمنية من طهران، حيث تحولت إلى ما يشبه مركز قيادة لعمليات الجماعة الانقلابية، حيث تستقبل الكثير من القيادات الحوثية بصورة منتظمة، ويقيم فيها عدد من قادة الانقلاب، تجنبا لقصف قوات التحالف. وأضاف المركز أن الشائعات التي رددتها طهران خلال الفترة الماضية عن تعرض سفارتها بطهران للقصف الجوي، بواسطة قوات التحالف، وهي الأكاذيب التي نفى صحتها بعض قادة الجماعة الانقلابية أنفسهم، وفي مقدمتهم محمد العماد، مشيرا إلى أن السبب من ترديد تلك الشائعة هو ضمان سلامة مبنى السفارة، ودفع قوات التحالف لمراعاة عدم استهدافها.
تجميع فلول الانقلابيين كشف المركز أن طاقم السفارة أقام، على مدى يومين، أمس وأول من أمس، لقاء ومأدبة غداء مع صحفيين وكتاب وناشطين، وشخصيات سياسية وحزبية، من موالي الانقلاب، وأن اللقاء الذي أقيم تحت ستار الاحتفال بالذكرى السابعة والثلاثين للثورة الإيرانية، كان الهدف من ورائه هو تنسيق وتكثيف الجهود الإعلامية والسياسية المناوئة للتحالف العربي ودوله. إضافة إلى حل الخلافات التي ظهرت بقوة في الفترة الماضية بين طرفي الانقلاب، وجماعة الحوثيين المتمردة. وأضاف المركز أنه بينما تحدث القائم بأعمال السفارة عن ضرورة نبذ الخلافات وتوحيد الصفوف لمواجهة قوات المقاومة الشعبية والجيش الموالي للشرعية، طالبت بعض الشخصيات المشاركة في اللقاء النظام الإيراني بالوفاء بتعهداته التي قطعها على نفسه قبل الانقلاب، منددين بتراخي طهران عن تقديم الدعم المالي والمساعدات الإنسانية للمحتاجين. وتابع أن بعض المتحدثين كانت لهجتهم حادة، واتهموا طهران بتناسي وعودها، مما أثار حفيظة القائم بأعمال السفارة، ودفعه إلى الرد بحدة.
تجاوز القوانين الدولية دعا المحلل السياسي سالم العلياني الحكومة الشرعية، إلى عدم السكوت على هذه التجاوزات التي تصدر عن السفارة الإيرانية بصنعاء، وطالبها بتقديم شكوى رسمية للأمم المتحدة، لإصدار قرار رسمي يلزم النظام الإيراني بوقف تلك الأنشطة، والالتزام بسحب بعثته من صنعاء، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "لا يوجد ما يبرر وجود البعثة الإيرانية في الأراضي اليمنية، بعد أن أمرتها السلطة الشرعية التي يعترف بها العالم بالخروج، ووجودها رغم ذلك الطلب الرسمي يمثل انتهاكا للسيادة اليمنية، ويتعارض مع مبادئ العمل الدبلوماسي". وأضاف العلياني "حتى إذا لم تكن العلاقات بين البلدين قد قطعت، فلا يوجد أي مسوغ قانوني يبيح لها القيام بتلك الأنشطة التي تتعارض مع طبيعة عملها الدبلوماسي، وهذا تدخل في شؤون سيادية تمس بالأمن القومي اليمني، وتحريض على القيام بأنشطة عدائية ضد الدولة والشعب".