أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري اسم يعرفه كل محب للكتاب، فهو العالم الموسوعي الذي ولد في زمن التخصص، عرف بنقاشاته الكثيرة في مجالات الأدب واللغة والفن والفلسفة، والتاريخ وعلم الأنساب، وتحقيق المخطوطات والشريعة. اشتهر بدراساته الواسعة في مجال التراث الإسلامي، خصوصا مؤلفات ابن حزم الأندلسي، حيث ألف الظاهري ثلاثة كتب عن ابن حزم هي "جامع المحلى لابن حزم" و"جمل من التاريخ لابن حزم"، و"رسالة الألوان لابن حزم". يقول أبو عبدالرحمن عن علاقته بابن حزم في احتفاء نظمه نادي الرياض الأدبي عام 2010: "أخذت العشق من طوق الحمامة والطرب والغناء من المحلى، لكني زهدت فيه لاحقا وتركته بتجربة نفسي لأن أدلة الإباحة ضيقة". وهذا دليل على أنه قارئ عميق في التراث، حيث برز بشكل لافت في مجال الدراسات القرآنية وعلم الحديث، وقد رصد له الباحث الدكتور أمين سليمان سيدو عشرات الكتب والدراسات في مجال الأدب وعلم الكلام والفقه. سمي ب"الظاهري" نسب إلى مذهب الأخذ بالظاهر والاكتفاء به، وهو مذهب جملة من المحدثين من أهل السنة والجماعة، كانت وما زالت تباريحه في المجلة العربية ميدانا خصبا لجدالات وردود كثيرة بينه وبين العديد من الأدباء والمثقفين. ولد محمد بن عمر بن عبدالرحمن بن عقيل، المعروف بأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في مدينة شقراء عام 1357، درس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وتخرج من كلية الشريعة، واصل تعليمه العالي في المعهد العالي للقضاء في مدينة الرياض، حيث نال درجة الماجستير في علم التفسير. عمل في إمارة المنطقة الشرقية بالدمام، ثم في ديوان الموظفين العام "وزارة الخدمة المدنية"، ثم مديرا للخدمات في الرئاسة العامة لتعليم البنات، ثم مستشارا شرعيا في وزارة الشؤون البلدية والقروية، ثم مديرا للإدارة القانونية بالوزارة ذاتها. كما رأس نادي الرياض الأدبي، ورأس تحرير مجلة التوباد، ورأس تحرير مجلة الدرعية، وهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. يذكر ابن عقيل الظاهري في مقالاته وكتبه تتلمذه على يد كبار العلماء في المملكة، منهم الشيخ عبدالعزيز بن باز، الشيخ عبدالله بن حميد، الشيخ أبوتراب الظاهري.