كشف الأديب أبوعبدالرحمن بن عقيل الظاهري أنه بدأ في قراءة «ابن حزم» عاشقاً من خلال «طوق الحمامة»، ثم مقلداً له ومتحمساً لفكره ومذهبه في كتبه الأخرى مثل «المحلى» وغيرهفهو «إمام منهجي في اجتهاده». وقال: «أخذت العشق من طوق الحمامة والطرب والغناء من المحلى، لكني زهدت فيه لاحقاً وتركته بتجربة نفسي لأن أدلة الإباحة ضيقة». وأكد ابن عقيل، في ليلة احتفاء به أقامها نادي الرياض الأدبي، مساء الأربعاء الماضي في مركز الملك فهد الثقافي برعاية وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة وحضرها وكيل الوزارة الدكتور عبدالله الجاسر وسط حضور كبير من مثقفين وإعلاميين وطلاب، أن اللحن «هو ما يضبط القصيدة وليست بحور العرب التي نظمها الخليل وحدها، فموسيقى الوجود أغنى وأوسع من موسيقى العرب»، مشيراً إلى عدم اقتناعه بما يسمى قصيدة النثر. وفي حديث مفتوح بدأ به الاحتفاء سرد ابن عقيل ملامح من سيرته في طلب العلم على يد شيخيه ابن شيحان وابن حنطي في كتاتيب شقراء، قبل أن ينضم إلى التعليم العام متأخراً، ثم يشغل عنه بابن حزم وذلك حتى فترات متأخرة من دراسته في المعهد العالي للقضاء. ووصف ذلك بأنه «جر عليّ ذلك غبناً كبيراً» قبل أن يستدرك ويقول: «في عام 1400ه بدأت تأصيل معارفي تأصيلاً جيداً وجعلتها مبنية على ثلاثة أمور، ينبغي لطالب العلم ألا يطلبه إلا بها وهي: استحضار المعلومة التي تخدم البحث الذي اشتغل عليه، وهو التأصيل الموضوعي، وحذق اللغة التي تعالج موضوع البحث، وهو ما يحقق صحة التصور وصحة الحكم (المنطق التحليلي) والمسؤولية الفكرية الكبرى، أو ما يقصد به الفكر الذكي الذي تجتمع فيه الموهبة والتدريب». وفي المداخلات قال رئيس نادي الرياض الدكتور عبدالله الوشمي: «إن ابن عقيل أحد الذين أسّسوا النادي الأدبي في الرياض، فيما أكد الدكتور عبدالله الجاسر دور ابن عقيل في الحركة الأدبية السعودية، كما نقل قول أحدهم: «في الوقت الذي يشتكي فيه المؤلفون من الكتب، تشتكي الكتب من أبي عبدالرحمن». وتحدث ناصر الرشيد عن بدايات تعرفه عليه في مكة، واصفاً إياه بأنه رجل مبهر منذ شبابه. وقال محمد البقاعي إنه يمثل العلم بصفتيه التراكمية والنسبية، فيما اعتبره محمد الربيع «بقية من علمائنا الموسوعيين». وعرّفه رئيس رابطة الأدب الإسلامي عبدالقدوس الأنصاري، ب«الثبات والانفتاح». وقال: «تراثي في ثياب حداثي ومفتاحه التنوع والشمول».