أعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أمس تعليق المفاوضات السورية في جنيف حتى 25 فبراير الجاري. وقال إنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به، لاستكمال محادثات السلام، مشيرا إلى "توقف مؤقت" للمباحثات التي لم تبدأ منذ وصول وفدي المعارضة والنظام يومي الجمعة والسبت الماضيين. يأتي ذلك فيما كثف الطيران الروسي غاراته على مواقع المعارضة في سورية، وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن عدد قتلى قصف الطيران الروسي وقوات نظام الأسد منذ بدء مباحثات جنيف ارتفع إلى 131 مدنياً، وطالب المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، رياض آغا، مجلس الأمن بالانعقاد لوضع حد للانتهاكات الروسية. وقال في تصريحات إعلامية، إن وفد المعارضة لن ينسحب من المفاوضات، لكنه قد يعلق المشاركة إذا واجه طريقا مسدودا، مؤكدا أن النظام وروسيا وإيران يشنون حملة من القصف والقتل العشوائي على حلب وريفها، بصورة لم تحدث طوال السنوات الخمس الماضية. ووصف تصعيد النظام بأنه إما استهزاء بما يحصل في جنيف، أو عدم احترام للاتفاق الدولي بشأن بدء مباحثات للحل السياسي في سورية وتطبيق القرار الدولي رقم 2254. وقالت تقارير إنه بناء على المعطيات الميدانية والهجوم الشرس الذي تشنه قوات النظام ومعاونوها على بعض المناطق، خاصة ريف حلب، بإسناد روسي، توقف الوفد عن المباحثات، في انتظار تحقق مطالب في المجال الإنساني، التي تتضمن رفع الحصار عن بعض البلدات، والإفراج عن المعتقلين ووقف الهجمات على المدنيين. وأشار كبير المفاوضين في الوفد المعارض، محمد علوش، أمس إلى أنه غير متفائل إزاء محادثات السلام، في ضوء التطورات على الأرض. مصرع 20 إيرانيا قتل ثوار سورية 11 عنصراً من الحرس الثوري الإيراني في معارك حلب، بينهم ضباط، خلال معارك محور باشكوي - حردتنين. وقالت مصادر إن قتلى الحرس الثوري في معارك حلب فقط خلال الأيام الأخيرة وصل عددهم إلى 20 ضابطا وجندياً. وأفادت المصادر، بمقتل نحو 15 عنصراً من الميليشيات الشيعية في محيط باشكوي، إلى جانب تدمير الثوار لآليتين عسكريتين واغتنام أخرى مع دبابتين، إضافة إلى تدمير سيارة تقل عناصر من قوات الأسد في قرية الزهراء الموالية للنظام السوري، بعد استهدافها بصاروخ. من ناحية ثانية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، مقتل أكثر من 25 مدنيا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في قصف جوي للطيران الروسي على مدن وبلدات في ريف حلب الشمالي، وقال المرصد، إن قوات النظام سيطرت على قرية حردتنين بعد معارك مع كتائب الثوار. فشل المباحثات وارد قالت مصادر دبلوماسية إن وفد المعارضة يعتقد أن النظام، بدعم روسي، يريد تكثيف القصف لدفع المعارضة نحو الانسحاب من المفاوضات، وتحميلها تالياً مسؤولية فشل جنيف3، مشيرة إلى أن المبعوث الأممي يسعى لإنقاذ المفاوضات، وطرح اقتراح بوقف إطلاق النار، وحثّ أميركا وروسيا على تحقيق ذلك، فيما كان المطروح فقط إجراءات إغاثية وإنسانية وأمنية، وإنهاء حصار بعض المدن، حيث يعيش نحو نصف مليون سوري تحت الحصار، ووقف القصف على التجمعات السكنية، وإطلاق معتقلين بدءاً بالنساء والأطفال. وفي وقت لاحق، أقر دي ميستورا بأن انهيار محادثات جنيف أمر وارد دائما، وقال في تصريحات "إذا حدث إخفاق هذه المرة بعد محاولتين سابقتين في جنيف، فلن يكون هناك أي أمل لسورية، ويجب أن نحاول بكل ما في الكلمة من معنى، لضمان عدم حدوث إخفاق". وقالت المعارضة إنها ستستأنف الاجتماعات مع دي ميستورا عقب وصول المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض رياض حجاب إلى جنيف، ووصف دبلوماسيون حجاب بأنه شخصية قادرة على توحيد المعارضة.