أكد أكاديميون ولغويون أن اللغة العربية هي أغنى لغات العالم، وتمتلك أكثر من 16 ألف جذر لغوي، بينما أقصى ما تملكه غيرها من اللغات لا يتجاوز ال 4 آلاف جذر لغوي، فضلاَ عما تمتاز به اللغة العربية من اتساع في الاشتقاق والنحت، مبدين استنكارهم الشديد إزاء إطلاق البعض سهامهم المسمومة ضد محاولة تدريس الهندسة والطب بالعربية، محتجين بأنها عاجزة عن التعبير عن الأفكار العلمية الدقيقة، مؤكدين أن العربية لغة علم وتقنية. وأشار الأكاديمي في كلية الهندسة بجامعة الملك فيصل الدكتور جعفر عباس الأمين، في ورقته بندوة "العلوم .. واللغة العربية" مساء أول من أمس بنادي الأحساء الأدبي إلى أن الهندسة هي لغة، وأن اللغة هي هندسة، فكلتاهما من أدوات إيصال النظريات والأفكار بطريقة اقتصادية ومعبرة، والفرق أن الهندسة تعبر بأسلوب صامت، أما اللغة فهي تعبير ناطق، مؤكداً الارتباط بين اللغة العربية والهندسة. الطب والشعر بدوره شدد عضو هيئة التدريس في كلية الطب بالجامعة الدكتور خالد الحاج، خلال الندوة، التي أدارها عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية الدكتور أسامة عطية عثمان، أن هناك علاقة وثيقة بين الطب والشعر، فالأطباء الأوائل كانوا يولون الحكمة اهتماما خاصا حتى أن العرب كانوا وما زالوا يطلقون لقب حكيم على الطبيب، وإذا كان الطبيب يلاحظ أمراض الأفراد فيعالجها، فالشاعر يلاحظ أمراض الأمة الاجتماعية وأعراضها فيعطيها وصفة الدواء الناجح بصورة شعرية، وذكر أستاذ اللغة العربية في كلية الآداب بالجامعة الدكتور عبدالعزيز الخثلان أنه إذا كانت أهمية اللغة العربية مرتبطة بالعلوم الإسلامية، فإنها تعد وسيلة التواصل الأبرز والأهم، وما وسائل التواصل الأخرى في المجتمع إلا دلالات عليها، وأن اللغة تلعب دوراً محورياً في الفكر الإنساني. الترجمة والفكر كان نادي الأحساء الأدبي بالتعاون مع جامعة الملك فيصل، نفذ صباح أمس ندوة أخرى شارك فيها عضو هيئة التدريس في الجامعة الدكتور محمد السيد البدوي، أكد فيها أهمية الترجمة وأنها تجسر الهوة القائمة بين الأمم والشعوب المختلفة، وأنها العمود الفقري للتحصيل الثقافي، ومن خلالها يمكننا مواكبة الحركة الفكرية. وأبان عضو هيئة التدريس في الجامعة الدكتور مختار محمود عطا الله، أن ما تمتلكه اللغة العربية من المقومات الذاتية؛ جعلها تسع عن جدارة الفلسفة اليونانية إبان حركة الترجمة التي تمت في العصر العباسي الأول، تلك الحركة الهائلة التي تُرجم من خلالها نحو ألفي كتاب في فروع المعرفة العلمية المختلفة، وكانت كلمة السر فيها هي اللغة العربية. خطوات تسبق تدريس العلوم بالعربية 1 وجود ثورة هائلة لترجمة أحدث المراجع العلمية. 2 إنشاء جهات مختصة لتطوير إمكانيات اللغة بإضافة المصطلحات العلمية بصورة مستمرة. 3 - قيام مؤسسات علمية بنشر تلك المصطلحات بين اللغة ولغات البحث الحية المختلفة. جعفر عباس الأمين ضوابط فنية في الترجمة 1 - معرفة المترجم التامة بأوضاع اللغتين المنقول منها والمنقول إليها. 2 - أن يتوفر لدى المترجم محصول لغوي كاف ليستطيع التعبير في وضوح وإبانة تامة. 3 - أن يلم المترجم بآداب الإسلام وأهدافه ومقاصده. 4 - أن يتجرد عن الهوى وينأى عن المعلومات المغلوطة والاعتقادات الباطلة. 5 - ينبغي أن يكون ملما بالمذاهب والأفكار الحديثة التي تناهض الإسلام وتعاليمه وتمهد السبيل للغزو الفكري. محمد السيد البدوي