تحت إشراف وتحرير الدكتور سعيد بن مسفر المالكي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز، صدرت عن دار خوارزم العلمية للنشر والتوزيع الطبعة الأولى من كتاب “اللغة العربية: آفاق فكرية”، مشتملة في صفحاتها التي بلغت 159 صفحة من القطع الكبير على بحوث المجلس الثقافي الأول لقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلو م الإنسانية بالجامعة. حيث يشير الملكي في تقديمه للكتاب إلى أن البحوث التي يتضمنها هذا الكتاب تمثّل آفاقًا متنوعة تتردد بين الهوية والترجمة، يجمعها جميعًا هم واحد يتمثّل في هم العربية، مبينًا أن إيراد كافة البحوث دون تلخيص جاء إقرارًا بأهميتها، ولما في التلخيص من “خيانة” لها، على حد قوله. استهل الكتاب بإيراد ما دار في الجلسة الأولى للمجلس الثقافي والتي عقدت تحت رئاسة الدكتور عبدالرحمن الوهابي في يوم الأحد 2 حمادي الآخرة 1431ه الموافق 16 مايو 2010م تحت عنوان “اللغة العربية وقضايا الهوية” وترأسها الدكتور عبدالرحمن الوهابي و « اللغة العربية وقضايا الترجمة « برئاسة الدكتور مروان قمّاش حيث تناولت الجلسة الأولى العديد من الموضوعات ومنها بحث بعنوان“الأمن اللغوي في المملكة العربية السعودية: النظرية والنموذج”، قدمه الدكتور سعيد المالكي، عرض فيه إلى وضع اللغة العربية في المملكة العربية السعودية وفق نظرية الأمن اللغوي، موليًا اهتمامًا كبيرًا بنشر ثقافة الأمن اللغوي بوصفه عنصرًا مهمًا في حاضر أمتنا ومستقبلها، كما سلّط الضوء على النموذج الفاعل في حركة الأمن اللغوي في المملكة والمحافظة عليه من التبعيات والذوبان والاستلاب والمتمثل في جمعيات تحفيظ القرآن، مشيرًا إلى أن اللغة العربية برغم السهام التي تناوشتها إلا أنها وعبر تاريخها المديد أثبتت أنها لغة متجددة ومتطورة وقابلة لاستيعاب العلوم والمعارف الحديثة بخلاف ما يُشاع عنها، ويروّج له خصومها، وغير العارفين بأسرارها وقدراتها الكامنة فيها، مشيدًا بدور جمعيات تحفيظ القرآن في تقوية الأمن اللغوي وحمايته، داعيًا غلى الاستفادة من هذا النموذج الفاعل في كثير من الجهات ذات العلاقة بالأمن اللغوي. أما البحث الثاني من الجلسة الأولى فتناول “اللغة والهوية: المفهوم والمكونات” قدمه ياسر بن أحمد مرزوق، حاصرًا مبحثه في تناول ثلاثة محاور ناقشت اللغة والهوية: الفهوم، اللغة أهم مكونات الهوية، واللغة والهوية: علاقات الارتباط”، أعقبه بحث لأحمد أبكر مباركي ببحث تناول “اللغة العربية والهوية: تحديات ومواجهة”، مشيرًا في ثناياه إلى أن اللغة العربية الفصحى تخنق في معظم وسائل الإعلام المسموعة والمرئية تشعر بأن بعض القائمين على هذه الأجهزة على عداوة راسخة مع العربية.. أما المبحثان الرابع والخامس في الجلسة الأولى فتناولا تباعًا “سرد اللغة والهوية والوطنية في رواية الوارفة للروائية والقاصة السعودية أميمة الخميس”، قدمته غفران قسام، و”اللغة حوار الحضارات” قدمته هوازن مرزا. بحوث الجلسة الثانية التي عقدت يوم الاثنين 3 جمادي الآخرة 1431ه الموافق 16 مايو 2010م، ابتدرتها الدكتورة وجدان كنالي ببحث تناول “ترجمة النصوص الدينية إلى الملايوية”، أشارت في افتتاحيته إلى أن الترجمة ما زالت الأداة الأزلية في نقل المعارف والعلوم والثقافات بين الشعوب، منوهة إلى أن النصوص القرآنية المترجمة لا تحمل القدسية التي يتسم بها النص القرآني، بما لا يوجد مسوغًا لتحريم ترجمة نصوص القرآن. مشيرة كذلك إلى أن ترجمة النصوص الدينية تتسم في أحايين كثيرة بالصعوبة وتعدد الاحتمالات.. المبحث الثاني قدمه مذكر بن ناصر فهد القحطاني تحت عنوان “ الترجمة في الأدب السعودي: الرواية أنموذجًا”، عارضًا لعدد من الروايات السعودية التي ترجمت إلى عدد من اللغات العالمية الحية ومن بينها رواية “ثمن التضحية” لحامد دمنهوري، و”مدن الملح” لعبدالرحمن منيف، و”شقة الحرية” لغازي القصيبي، وغيرها من الرواية التي عرض لها الباحث في تناوله. فيما قدمت الباحثة حصة محيّا الحارثي بحثًا بعنوان “مشكلة المصطلح النقدي بين الترجمة والتعريب: السيميائية أنموذجًا”، ذكرت في مستهله ما أفرزته الثورة الحديثة من مصطلحات في مجال العلوم الإنسانية والدراسات النقدية اللسانية لا وجود لها في معاجمنا العربية، الأمر الذي وضع اللغويين والمجامع اللغوية العربية أمام تحدٍ كبير. وقدم الباحثخالد بن سعد أبوحكمة مبحثًا تحت عنوان “القرآن الكريم والترجمة”، واضعًا جملة من الشروط لترجمة القرآن الكريم تتمثل في أن يكون المترجم على إلمام ومعرفة باللغتين معًا، لغة الأصل ولغة الترجمة، كما إلمامه بعلوم الشريعة الإسلامية، وأن يكون على وعي كامل بالبيئة التي نزل فيها القرآن، وأسباب نزو الآيات، والسياقات التي نزل فيها، مع إلما كذلك بخصائص وأساليب اللغة العربية، وتنقيح الترجمة عدة مرات لتلافي الأخطاء من قبل لجان متخصصة في ذلك، وخاتمة الشروط أن يتم الترجمة تحت إشراف هيئات إسلامية كبرى متخصصة. آخر المباحث قدمه يانج شياو خوا (يوسف الصيني)، تحت عنوان “الترجمة البنية بين العربية والصينية”، أبان فيه ميزات الأسلوب الصيني، ورصيفه العربي، مبينًا أن هناك عشر ترجمات صينية مختلفة لمعاني القرآن الكريم.