هادي علي العامري تأتي ذكرى البيعة الأولى للملك سلمان، وتأتي معها ذكرى ما قدمه لشعبه ووطنه جعلت من المملكة أكثر الدول ازدهارا ورفاهية في المنطقة، تأتي هذه البيعة كأسمى الأعمال التي نقدمها، وتمتد أيادينا لتؤكدها عاماً بعد عام، البيعة التي تحمل في طياتها دلائل اللُّحمة والمحبة والوفاء بين القيادة الرشيدة وأبناء هذا الوطن المخلصين، ولما سطرته من إنجازات مزهرة، لوطن شامخ، تأتي هذه البيعة وقد حاز حفظه الله على مكانة عالية في قلوب شعبه، حيث أسهم في إحداث نقلات نوعية في مختلف الصعد: الحضارية والعلمية والثقافية والأمنية والاقتصادية وغيرها. إن ذكرى البيعة الأولى للملك سلمان تأتي معها ذكرى عام ازدحم بالعمل على الساحات المحلية والعربية والإقليمية والدولية، لتؤكد المملكة فيه حضورها الدائم أنها أهم أركان المنظومة الدولية، فقد كان عام الحزم، وعام البناء، وعام تنويع مصادر الدخل، وعام التحول الوطني، وعام مواجهة الإرهاب. تميز خادم الحرمين بشخصية قيادية فذة، في إدارته للبلاد، بعمق التفكير وبعد النظر، وحزم القرار وهذه الصفة اكتسبها من والده الملك المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وتأثر بشخصيته وحكمته. الملك سلمان، رجل المواقف الصعبة، كان يتعامل بحكمة وسياسة في أشد الظروف وأقسى الأحوال التي من شأنها أن تعصف بحياة الأمة، لكنه كان يتحلى بهدوء القائد وحكمة الصابر، وهذه هي نفوس العظماء من الناس، الذين يسيرون في حياتهم بصبر وثبات. في عهده حفظه الله تصدى بكل قوة لأهم وأضخم التحديات التي تشهدها البلاد منذ أمد بعيد، حيث فاجأ العالم كله بصناعة أول تحالف عربي وإسلامي لإعادة الشرعية لليمن، ومواجهة أطماع التمدد الإيراني في مد نفوذه إلى خاصرة المملكة والحيلولة دون تنفيذ أجندته التوسعية، حيث أعلن الملك سلمان عاصفة الحزم بتحالف عربي وإسلامي تقوده المملكة، تتبعها إعادة الأمل لعودة الاستقرار إلى اليمن الشقيق. إننا نعيش في عهده حفظه الله حاضراً مشرفا نفتخر فيه بترسيخ الأمن والأمان، وترسية الأسس التي من شأنها الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية للمملكة العربية السعودية، حيث صارت المملكة في عهده قائدة للتوجهات المناصرة للحق، والمناوئة للباطل، حتى غدت أسوة للآخرين، وقدوة يحتذى بها في صدق المواقف، وقوة الإرادة، والحزم الإيجابي، والموازنة الواعية بين متطلبات البلاد داخلياً، والتزاماتها خارجياً.