يحتفي الوطن هذه الأيام بذكرى مرور عام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله مقاليد الحكم في البلاد، وهو العام الذي كرس لانتقال السلطة في هذا الوطن إلى جيل الأحفاد لأول مرة على يد ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز، الذي أسقط رهانات كل المتربصين بتسمية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وليا للعهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليا لولي العهد، وهي التسمية التي لقيت تأييدا كبيرا من هيئة البيعة، ومن مختلف أطياف المجتمع السعودي ممن يعرفون بعد نظر الملك القائد، وحكمته وعنايته بتقديم الوجوه الشابة والمؤهلة، والقادرة على قيادة الوطن في المرحلة المقبلة في مواجهة التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة والعالم. وقد عدّ بعض المراقبين نجاحه- يحفظه الله- في هذه النقطة بمثابة تأسيس جديد للدولة السعودية الرابعة التي يصل فيها برعايته أحفاد الملك المؤسس إلى سدة الحكم، غير أن هذه الخطوة على أهميتها لم تكن هي فقط أبرز ما وسم عهد سلمان بن عبدالعزيز، وهو العهد الذي تصدى بكل قوة لأهم وأضخم التحديات التي تشهدها البلاد منذ أمد بعيد، حيث فاجأ العالم كله بنسج أول تحالف عربي وإسلامي لغرض إعادة الشرعية لليمن الشقيق، ومواجهة أطماع العدو الفارسي في مد نفوذه إلى خاصرة المملكة عن طريق اليمن، والحيلولة دون تنفيذ أجندته التوسعية، بعدما باتت بعض قياداته تتبجح باحتلال أربع عواصم عربية هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، حيث أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عاصفة الحزم على يد تحالف عربي وإسلامي تقوده المملكة، استطاع أن يعيد حكومة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي إلى عدن، توطئة لتنظيف العاصمة صنعاء من فلول الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي صالح، لعودة السلطة الشرعية، بعد انتهاء عملية إعادة الأمل. وكان لهذا الموقف الشجاع الذي أعاد للأمة العربية هيبتها، وعرّى إيران وسياساتها التوسعية أمام انظار العالم، قبل أن تصل الاحداث نتيجة تراكمات عاصفة الحزم إلى دس النظام الإيراني أنفه في شؤون المملكة لتحتج على إعدام بعض الإرهابيين بدعوى انتمائهم المذهبي، ما حدا بالملك سلمان وفي خطوة اتسمت بالكثير من الصرامة، للوقوف في وجه صلف النظام الإيراني، وزيادة إرباكه بقطع العلاقات معه تماما، في الوقت الذي كانت فيه إيران تحاول أن تلتقط فيه أنفاسها بعد الاتفاق الغربي حول برنامجها النووي، لتتجرع سوء أعمالها على يد زعيم لا يعرف المهادنة في الحق. إنه عام اكتظ فيه العمل على الساحة المحلية والعربية والإقليمية والدولية، لتؤكد المملكة فيه حضورها الدائم كركن متين في المنظومة الدولية، فقد كان بحق عام الحزم، وعام البناء، وعام تنويع مصادر الدخل، وعام التحول الوطني، وعام مواجهة الإرهاب، باختصار.. هو عام لرفع قامة المجد بزعامة تصنع الحدث.