لا شك أن موقف السعودية مع إيران هو موقف سليم، ويصب في مصلحة أمن منطقة الخليج، ولا أبالغ لو قلت المنطقة العربية بأسرها، فالنظام السياسي في إيران استخدم منذ ثورة 1979 سياسة تصدير الطائفية، وهذا ما يتنافى مع القيم الإسلامية التي رفعتها الثورة ذاتها، وسرعان ما فضحتها الأيام. لو تساءل شخص ما: هل كان يعرف العالم العربي الميليشيات الطائفية قبل تصدير إيران لها وعملقتها؟ لكان الجواب بكل موضوعية: لا، فلا توجد ميليشيا واحدة لا يدعمها نظام إيران السياسي، ولا توجد ميليشيا تتبع إيران وتخلو من طائفية متأصلة منذ نشأتها، وكانت النتيجة هي تلك الصراعات المتتالية في لبنان، والعراق، وسورية، وقد تطول القائمة لولا الحكمة السياسية السعودية التي وضعت الأوراق على الطاولة دون أي مجاملات سياسية. ولغت إيران كثيرا في الدم العربي، أكثر من 300 ألف قتيل في سورية وحدها، وكان التوقيت مناسبا لأن يقال لها: كفى، فالعبث بالدماء واستخدام الطائفية سياسة قذرة لا إنسانية، وأي إنسانية يتحدث عنها النظام الإيراني وقد تلطخت أيدي هذا النظام كاملا بالدماء؛ بل غرق النظام فيها عبر صراعات كانت طهران "الدينامو الخفي" لها. المواجهة الحكيمة كان لا بد أن يكتبها التاريخ، فالسعودية دائما ما تقف في وجه الإرهاب، والآن لن تتوقف عند إيقاف المد الإرهابي؛ بل هي بصدد تجفيف المنبع الرئيس له.