أعلنت وزارة الداخلية استعادة المواطن محمد الشمراني من معتقل جوانتانامو ووصوله إلى المملكة صباح أمس، حيث تم إبلاغ ذويه وتوفير كل التسهيلات لالتقائهم به. وأوضح المتحدث الأمني في وزارة الداخلية أنه وفي إطار الجهود الرامية لاستعادة السعوديين الموقوفين خارج المملكة، استعيد المواطن محمد عبدالرحمن عون الشمراني من معتقل خليج جوانتانامو ووصوله إلى المملكة أمس. وأشار المتحدث الأمني أنه سيتم إخضاعه للأنظمة المرعية بالمملكة التي تشمل استفادته من برامج المناصحة والرعاية. عالي الخطورة صنفت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" الشمراني بالشخص عالي الخطورة، ويشكل تهديدا لمصالح الولاياتالمتحدة وأصدقائها. وبحسب المعلومات المدونة في ملف المعتقل الشمراني على موقع وزارة الدفاع الأميركية، فقد أودع المعتقل بتاريخ 16 يناير 2002 بعدما قبضت عليه القوات الباكستانية، في 31 ديسمبر 2001 وسلمته للقوات الأميركية في قندهار بأفغانستان، وجرى بعد ذلك نقله إلى جوانتانامو. وترجح البانتاجون أن الشمراني كان يعمل في الحراسة الخاصة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وتولى أيضا قيادة قادة مجموعات مسلحة في جبال تورا بورا الأفغانية وساعد في تجنيد عدد كبير من المقاتلين المتطرفين بصفوف القاعدة. وبحسب موقع البنتاجون، ولد الشمراني في الرياض في ال27 من فبراير لعام 1975، وأطلق عليه لاحقا في فترة اعتناقه أفكار متشددة ب"أبو المغيرة الأنصاري"، أو أبوراشد. قتال الروس يرجح سبب التحاق الشمراني بالقاعدة إلى إطلاعه عن طريق بعض زملائه على أشرطة فيديو لمسلمين شيشان يتعرضون للقتل على يد الروس، وهو ما جعله يتوجه إلى الشيشان للمشاركة في القتال ضد الروس. صنع المتفجرات ويضيف الملف أن الشمراني سافر عام 2000 إلى قطر ومنها إلى دبي ومن ثم إلى لاهور في باكستان ومنها استقل حافلة إلى إسلام أباد ليسكن في منزل القيادي بالقاعدة ابن شيخ الليبي، قبل أن ينتقل إلى العاصمة الأفغانية كابول ومنها إلى معسكر خلدن قندهار، حيث تلقى تدريبات على استخدام عدة أنواع من الأسلحة، لكنه طلب بعد شهر واحد التدرب على تصنيع واستخدام المتفجرات، كما تلقى تدريبات على استخدام المواد المتفجرة "تي إن تي، وسي 4" وبعد انتهاء التدريب انتقل إلى الخطوط الأمامية في قندهار وقضى فيها نحو ثلاثة أشهر، وغادر لاحقا إلى إسطنبول لمدة ثلاثة أيام، ومنها إلى دمشق ليومين قبل أن يعود إلى المملكة، حيث التقى مع المدعو إبراهيم المدني ليساعده على الذهاب للشيشان، لكن المدني أبلغه بعدم وجود إمكان لنقله إلى الشيشان وطلب منه العودة إلى أفغانستان. العودة إلى أفغانستان عندما لم يتسن ذهابه للشيشان مرة أخرى، بقي في المملكة وأكمل دراساته ليحصل على درجة الماجستير، ثم قرر العودة مجددا إلى أفغانستان، حيث غادر من الرياض إلى كراتشي مرورا بالبحرين. وانضم الشمراني في كراتشي إلى معسكر مخصص لاستقبال القادمين من الدول العربية، وشارك في الخطوط الأمامية في باغرام بأفغانستان، لينخرط في القتال الدائر جنوبي شرق مطار المدينة. لكنه فر عندما اشتدت المعارك إلى تورا بورا التي اختبأ داخل أحد كهوفها، قبل أن يعود إلى الأراضي الباكستانية التي خدعه وسيط باكستاني عندما أقنعه بترك سلاحه والانضمام إلى مجموعة داخل مسجد ليتم اعتقالهم بواسطة قوات باكستانية، سلمته إلى القوات الأميركية.