كان عضو تنظيم «القاعدة» السعودي التائب جابر الفيفي الذي سلّم نفسه عبر اليمن، يحلم بأن يكون لاعباً محترفاً لكرة القدم، إلا أنه ترك عمله في المديرية العامة للسجون في جدة لينضم إلى «لواء المجاهدين الشيشان» تحت غطاء «القاعدة» في معسكر الفاروق في أفغانستان ويصبح لاعباً بالقنابل والمتفجرات. وكانت وزارة الداخلية أعلنت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أن المطلوب الأمني الرقم 20 في قائمة ال85 جابر جبران الفيفي الملقب ب «أبو جعفر الأنصاري»، سلّم نفسه، بعد أن أجرى اتصالاً من مكان تواجده في اليمن بالمختصين في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في الرياض. وأوضح الفيفي في اعترافات جديدة بثها التلفزيون السعودي أمس، أنه دخل أفغانستان عبر باكستان التي وصلها من قطر، ثم تسلل عبر مرشدين تواصل معهم، ولم يكن يعرف في ذلك الوقت تنظيم «القاعدة»، بل كان يود الالتحاق بالمقاتلين في الشيشان من طريق أفغانستان، بعد اطلاعه على شرائط مصورة كان يشاهدها مع بعض جماعة المسجد في الحي الذي يقطنه في الطائف (غرب السعودية). وفي معسكر الفاروق، تدرب وعاش في مضافة خصصت للراغبين في دخول الشيشان، وغالبيتهم من العرب، وانتقل كمقاتل إلى الصفوف الأمامية في ميدان المعارك في منطقة باغرام. وقال: «انسحبت من الصفوف الأمامية إلى مدينة جلال آباد بعد تقدم التحالف الشمالي... ثم انسحبنا منها بعد 24 ساعة إلى جبال تورا بورا... ولم أكن أعلم بما يدور من أحداث، حتى أن بعضهم رجح أن تكون أحداث 11 أيلول/سبتمبر وقعت في الصين». وأضاف: «بقينا في جبال تورا بورا شهر رمضان، وانقطع عنا الطعام، ما اضطر أصحاب القرى القريبة منا إلى مقاتلتنا للخروج من أراضيهم، وتوجهنا نحو الحدود الباكستانية وعددنا 300 شخص نصفهم سعوديون... طلب منا أن نضع أسلحتنا في مقابل دخول القرى الباكستانية بواسطة شخص أفغاني، وانتهى بنا المطاف إلى أحد الأحواش ثم تمّ تسليمنا إلى الجيش الباكستاني، ونقلنا في حافلات إلى أحد السجون في مطار عسكري، ومنه إلى معتقل غوانتانامو في طائرة عسكرية أميركية».