مع أن جميع أفراد المجتمع اليمني تأثروا سلبا بالنزاع في اليمن، وتضرروا من عواقب الحرب الأهلية المندلعة، عقب التمرد المسلح الذي أعلنته جماعة الحوثيين المتحالفة مع الرئيس المخلوع على صالح، إلا أن هنالك فئة ربما تكون هي الأكثر تضررا وتأثرا بهذه الحرب، التي ربما تؤثر نتائجها السالبة على مستقبلهم، وهي فئة الأطفال الذين يشكلون حوالي 34.3% من حجم السكان وفقا لتقارير رسمية. وتتمثل تأثيرات هذه الحرب على الأطفال في كونهم يجدون أنفسهم عنصرا فيها، حيث تعمل الميليشيات الحوثية المسلحة إلى تجنيد الأطفال. وكانت مصادر صحفية كشفت أن قرابة 30% من المقاتلين في الميليشيات المسلحة هم أطفال دون الثامنة عشرة. كما توقف أكثر من مليوني طفل في اليمن من الذهاب إلى مدارسهم منذ اندلاع الصراع، وفقا لمنظمة يونيسيف، بعد أن دمرت مدارسهم، أو تم تحويلها لثكنات عسكرية من قبل المتمردين، أو اتخذت ملاجئ للنازحين، كما يحدث في حضرموت التي استقبلت أكثر من 50 ألف نازح غالبيتهم من النساء والأطفال. ومنذ سيطرة ميليشيات الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء، بات من المألوف للمارة في شوارعها أن يروا أطفالا يرتدون زيا عسكريا وهم يحملون أسلحة ثقيلة، البعض منهم يجد صعوبة في حمل سلاحه. وهم يتمركزون في نقاط التفتيش في الشوارع الرئيسة، وفي مؤسسات الدولة، بدلا من أن يكونوا على مقاعد الدراسة وملاعب كرم القدم التي حولتها الميليشيات إلى مواقع لتخزين الأسلحة. وخلال الشهرين الماضيين ومنذ بدء المعارك في الجنوب، نشر ناشطون عشرات الصور والمقاطع المصورة لكثير من الأطفال الأبرياء الذين تم تجندهم من قبل ميليشيات الحوثي وصالح لخوض القتال في شوارع مدينة عدن، وغالبية هؤلاء الأطفال لم يتجاوزوا بعد ال15 من أعمارهم. ويقول المتحدث باسم المقاومة الشعبية بعدن عبدالسلام جابر، إنهم يطلقون سراح الأسرى من الجنود الأطفال الذين زج بهم الحوثيون وحلفاؤهم في محرقة الصراع الدائر، وإنهم يعملون على إيصالهم إلى مناطقهم في شمال اليمن، عبر حافلات نقل، بعد أن يتم التواصل مع عائلاتهم لتتسلمهم. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية قالت في تقرير حديث لها إن الحوثيين، ومع اشتداد القتال في اليمن، صعدوا من عمليات تجنيد الأطفال، داعية قادة المسلحين إلى التوقف عن استخدام الأطفال، وإلا سيكونون عرضة للملاحقة على جرائم الحرب، مضيفة أن الحوثيين يستغلون الأطفال ككشافة وحراس وسعاة ومقاتلين، مع تعريض بعضهم للإصابة والقتل. وكانت منظمة يونيسيف أدرجت جماعة الحوثيين في القائمة السوداء، بسبب تجنيدها للأطفال في الصراعات المسلحة، حيث يعملون على تنفيذ حملات التجنيد مبكرا، خصوصا في تلك المناطق التي يسيطرون عليها كمحافظات صعدة، وعمران، وذمار، وإب، والحديدة.