تتجه وزارة التعليم حاليا إلى استبدال مسمى وحدات التوعية الإسلامية في المدارس إلى وحدات التوعية الفكرية، ضمن برنامج يقوم عليه 5 مختصين من المعلمين، ويُسند لهم مهام رئيسة ينفذونها داخل مدارسهم. يأتي ذلك استجابة لتوجيهات الوزارة الصادرة في ذي القعدة الماضي، والمتضمنة الخطة السنوية لبرامج التوعية الإسلامية، والمؤكدة على ضرورة تشكيل لجان فكرية بالمدارس. وحدة متخصصة أوضحت مصادر مطلعة إلى "الوطن"، أن قادة المدرسة يكلفون برئاسة تلك اللجان، فيما تشمل عضويتها مسؤول التوعية الإسلامية بالمدرسة، ومعلم علوم شرعية، والأخصائي النفسي، والاجتماعي، وفي حال لم تتوافر تلك التخصصات، يقوم رئيس اللجنة بترشيح المعلم ذو الفكر المتزن والكفاءة بالعمل. وبينت أن اللجان الجديدة تهتم بحماية منسوبي المدرسة ومجتمعها من دواعي الفرقة والاختلاف، والتوعية الإيجابية نحو الوحدة والتسامح والاعتدال، وتقدير مفاهيم الانتماء الوطني والاجتماع ونبذ الفرقة، إضافة إلى بناء فكر المستفيدين وتزويدهم بالمعارف والمعلومات الشرعية والأمنية. تحديد الاحتياج الوقائي كشفت المصادر، أن مهام الوحدة تتلخص في تحقيق التنسيق المتكامل والترابط بين الجهات المعنية بالطلبة وأنشطتها المدرسية، وتوحيد الجهود وتحديد الاحتياج الوقائي للطلبة من البرامج التي تنمي مهاراتهم، وتنمية الاتجاهات الإيجابية ومفاهيم الوحدة من خلال مشاركة الطالب بالبرامج التربوية بالمدرسة، وإيجاد التكامل في المسؤولية الوطنية بين معلمي المواد والأنشطة لتكون المدرسة وحدة كاملة في التوعية، إضافة إلى المتابعة والرصد المبكر لأي خطر قد يواجه الطلاب من قبل المتطرفين والمحرضين، والعمل على معالجته ومساعدتهم في السلامة منها. توظيف المعلمين للمنهج الدراسي يشمل البرنامج إعداد المطبوعات الهادفة لمعالجة الأفكار المنحرفة وتتضمن فتاوى كبار العلماء وبياناتهم وكلماتهم، ومتابعة توظيف المعلمين للمنهج الدراسي لبيان مذهب أهل السنة والجماعة في طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عن الجماعة، وتكثيف اللقاءات العلمية والتربوية لمناقشة المسائل العلمية التي تخفى على كثير من الشباب ومنها فقه إنكار المنكر والموازنة بين المصالح والمفاسد، وإقامة المعارض الهادفة بالتعاون مع الجهات المختصة، ودعوة رجال الأمن العام لزيارة المدرسة والجلوس مع الطلاب والإجابة على استفساراتهم، وعقد لقاءات مع المشرفين ومديري المدارس والمعلمين للتحاور معهم في دور المدرسة في توعية الطلاب، إضافة إلى عقد الكثير من المسابقات التوعوية والتثقيفية حول مضامين فتاوى العلماء وبياناتهم حول التفجيرات والتكفير وحرمة الدماء وغيرها، مما تقتضيه مصلحة الوطن وأمنه. برامج إعلامية حوارية نوهت المصادر إلى أن البرنامج يهدف إلى إقامة دورات للمعلمين والطلاب في التعبير عن الرأي وأداء الحوار والمناظرة، إضافة إلى إعداد برامج إعلامية حوارية مع مجموعة من طلاب المرحلة الثانوية يستضاف فيها بعض المختصين، ويطرح خلالها موضوعات مختلفة كالجهاد وحقوق ولاة الأمر، وحرمة الدماء والأنفس والأموال، وأخطار التكفير، والتطرف والطعن في العلماء، والإخلال بالأمن. وكانت "الوطن" نشرت في تقرير سابق، أن الوزارة لديها خطوة جادة لتحصين طلاب المدارس من الفكر التخريبي، وتنفيذ البرامج والأنشطة المعتمدة داخل المدارس، ودعمها ماليا من مخصص المدرسة مع التشديد على اقتصار استضافة العلماء على "الثقات" منهم والمتخصصين في مجال الأمن الفكري.