لم تمنع الأحداث الجارية في الحد الجنوبي وما يسطره أبطال الوطن وجنوده المرابطون من ملاحم بطولية، من اقتناص ساعات راحتهم في التوجه من جبهة القتال إلى قاعات الاختبارات في المدارس المسائية المنتشرة في الحد الجنوبي، وذلك لأداء اختبارات الفصل الأول مع زملائهم الآخرين، على أن يعودوا إلى مواقعهم في الجبهة فور الانتهاء من الاختبار مباشرة. وبين الجندي علي الصفحي في مدرسة العارضة الليلية، أن الأحداث لم تزيدهم إلا إصرارا وعزيمة، وأن اليد التي يسول لها الشيطان أن تمتد نحو حدود هذا الوطن لن تجد إلا البتر، وأن كل ما يحدث من محاولات انتحارية للعدو قرب الحدود لن تؤثر على عزيمتهم في استمرار حياتهم اليومية بشكل طبيعي، مشيرا إلى أنه يحاول الاستفادة من وقت راحته في استذكار بعض الدروس والتوجه لقاعة الاختبار حتى لا يفوت على نفسه السنة الدراسية. إلى ذلك، أوضح وكيل إحدى المدارس الليلية صدام هزازي أنه وفقا للتوجيهات الصادرة من وزارة التعليم وبمتابعة من إدارة تعليم جازان، فقد وضعت جميع التسهيلات أمام طلاب المدرسة الليلة من الجنود المرابطين، وأنه بإمكانه اختيار الزمان والمكان الذي يناسبه. وأضاف أنه في الوقت الذي فضل فيه البعض من الجنود المرابطين تأجيل اختباراتهم إلى أوقات لاحقة، أصر آخرون على أدائها في وقتها، مؤكدا أن الأحداث لم تؤثر على مستواهم الدراسي.