أمام مواصلة الميليشيات الحوثية لخروقاتها المتكررة للهدنة الإنسانية التي دعا لإيها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وأقرتها الأممالمتحدة، كشرط لانطلاق مفاوضات سويسرا، والتزمت بها قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة، والقوات الموالية للشرعية، تقدمت قوات المقاومة الشعبية أمس واستعادت مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف، وأرغمت عناصر الميليشيات الحوثية وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، على مغادرتها والتقهقر خارج حدود المحافظة. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن القوات الموالية للشرعية تمكنت من استعادة السيطرة على مدينة الحزم، وسيطرت على المجمع الحكومي، بعد أن استعادت السيطرة على معظم المواقع داخل معسكر اللبنات في المحافظة، مما اضطر الحوثيين إلى الانسحاب. مضيفا أن سيطرة الثوار على مفرق الجوف الذي يعد آخر معاقل مسلحي الحوثي وقوات المخلوع بمحافظة مأرب من الجهة الشمالية، يعني أنهم باتوا على بعد كيلومترات قليلة من أولى مناطق مديرية "نهم" التابعة لمحافظة صنعاء. خسائر الانقلابيين سيطرت المقاومة الشعبية والجيش الوطني على معسكر "ماس" الإستراتيجي شمال محافظة مأرب، وعلى وادي حلحلة جنوب محافظة الجوف. وقال المركز الإعلامي إن السيطرة على المعسكر تمت بعد معارك عنيفة بين المقاومة والجيش الوطني من جهة، والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، حيث تمكن الثوار خلال هذه المعارك من تدمير عشرات الآليات العسكرية وأسر العشرات من الانقلابيين. وكانت المقاومة الشعبية في الجوف قد حذرت المتمردين مرارا من مغبة الاستمرار في خرق الهدنة الإنسانية، مشيرة إلى أنها رصدت أكثر من 18 انتهاكا للهدنة، حيث واصل المتمردون منذ الساعات الأولى لانطلاق مفاوضات سويسرا، قصفهم العشوائي لمناطق المدنيين، ومواقع قوات المقاومة الشعبية، مشيرة إلى أنها لن تكتفي بالفرجة وسيكون لها موقف حاسم إزاء الخروقات.
وقف الانتهاكات نقل المركز الإعلامي للمقاومة عن مصدر قيادي في مقاومة الجوف قوله إن تقدم الثوار والقوات الشرعية وإكمالهم عملية تحرير الجوف واستعادة عاصمة المحافظة، أتى ردا على محاولات الحوثيين استغلال الهدنة الإنسانية وتحسين مواقعهم، واستعادة بعض المواقع التي فقدوها خلال الفترة الماضية. وأضاف المصدر – الذي رفض الكشف عن هويته – قائلا "الحوثيون لم يلتزموا بالهدنة، وحاولوا كعادتهم استغلالها، وحركوا آلياتهم لمهاجمة مواقع الثوار، لذلك لم يكن بوسعنا أن نكتفي بالتفجر عليهم، حتى ينفذوا مخططاتهم، وكان القرار هو إكمال مهمة تحرير المحافظة، وطرد فلول الانقلابيين منها". وتابع "تحملنا قصفهم العشوائي أكثر من مرة، وغضضنا الطرف عن خرقهم للهدنة، احتراما لتوجيهات القيادة الشرعية وتعليمات الرئيس عبدربه منصور هادي، إلا أن تجاوزاتهم فاقت قدرتنا على الاحتمال، لذلك لم يكن أمامنا غير الرد، وكف الأذى، والحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال الفترة الماضية، وضمان سلامة وأرواح المدنيين".