فيما لا تزال الهدنة الإنسانية في اليمن مستمرة، أكدت مصادر مطلعة أن المتمردين الحوثيين كانوا يستخدمون منتجع ابن لادن الواقع في جبل حراثة بمدينة إب مستودعا للأسلحة، مشيرة إلى أن الميليشيات احتلت المنتجع بعد دخولها المدينة في أكتوبر من العام الماضي، وحولته إلى ثكنات عسكرية لها ومواقع لتدريب أفرادها، كما خصصت جزءا منه سجونا لمعارضيهم والناشطين من شباب المحافظة. واستدلت المصادر على وجود مخازن الأسلحة في المنتجع بتطاير بعض الأسلحة المتفجرة والمقذوفات إلى المناطق المجاورة، وتحديدا في حارة حراثة العليا، بعد أن استهدفته غارات التحالف مساء الثلاثاء الماضي، قبل أقل من ساعة على بدء سريان الهدنة الإنسانية. مشيرة إلى أن الحوثيين بادروا عقب توقف الغارة إلى تطويق المكان، ومنعوا وصول أي شخص إلى المنتجع بما فيهم صحفيون ومصورون. كما تسببت الغارات أيضا في سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين بحسب سكان محليين شاهدوا خروج سيارات توجهت إلى مشافي المدينة مع بدء سريان الهدنة. في غضون ذلك، واصل المتمردون الحوثيون اعتداءاتهم على المدنيين في مختلف المدن، كما واصلت المقاومة المحلية تصديها لميليشيات التمرد، وأفشلت كثيرا من محاولاتهم الرامية إلى الاستفادة من الهدنة في تحقيق مكاسب ميدانية على الأرض. ففي محافظة الضالع، لقي 12 من عناصر ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح مصرعهم بنيران الثوار، عندما حاولوا التسلل إلى موقع للمقاومة الشعبية في مديرية الحصين، وأشارت مصادر داخل المقاومة إلى أن مقاتليها نصبوا كمينا قتل فيه 12 من الانقلابيين لدى محاولتهم التسلل إلى موقع لكمة السلامة في مديرية الحصين شمال شرق المدينة، في وقت متأخر ليل أول من أمس. مضيفة أن المتمردين ردوا على مقتل عناصرهم بقصف الأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة. كما أفاد مصدر محلي عن اندلاع مواجهات عنيفة بين المقاومة وميليشيات الحوثي وصالح في حي الجمرك والخط العام على مدخل المدينة. وعلى صعيد محافظة تعز، حققت المقاومة الشعبية تقدما جديدا، بعد تمكنها من السيطرة على عدد من المناطق في شارع الأربعين شمال المدينة، وأشار مصدر في المقاومة إلى أن الثوار فرضوا سيطرتهم على مدرسة المناهل والتبة المجاورة لجبل الوعش في المنطقة، بعد فرار ميليشيات الحوثي وصالح منها، فيما تمكنوا من التصدي لمحاولة الحوثيين إعادة السيطرة على معسكر العروس أسفل جبل صبر. إلى ذلك، ما زالت ميليشيات الحوثيين تواصل انتهاكاتها للهدنة، إذ شنت قصفا عنيفا بقذائف الدبابات والمدفعية في حي المناخ غرب تعز، كما شنت هجوما آخر في وادي عرش، إلى جانب هجمات أخرى في جنوب وشرق المدينة وعلى وسطها. كما استولت المقاومة على رتل عسكري حوثي كبير، مكون من مدرعات وأطقم عسكرية وأسلحة ثقيلة، كان المتمردون يحاولون إدخالها إلى المحافظة عن طريق إب العدين. وأضاف المصدر أن المقاومة استولت على الرتل في ساعات الصباح الأولى ليوم الأربعاء، بعد ساعتين من بدء سريان الهدنة التي اقترحتها السعودية، وأنها حاصرت الرتل في منطقة جبلية ضيقة في نقيل تدعى جبل عرد، ما دفع الحوثيين إلى الاستسلام وتسليم كل ما بحوزتهم فورا للمقاومة دون مقاومة تذكر. وفي مأرب سيطرت المقاومة الشعبية مسنودة بقوات من الجيش الموالي للشرعية على مواقع كان الحوثيون يتمركزون فيها بجبهة صرواح، وتأتي هذه السيطرة عقب استهداف الحوثيين مواقع المقاومة بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة، خلال الساعة الأولى من بدء سريان الهدنة الإنسانية، ومحاولتهم شن هجوم على مواقع المقاومة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة استمرت حتى ظهر أمس، بحسب مصادر قريبة من المقاومة. وفي جبهة الجدعان، تدور اشتباكات متقطعة بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين، عقب استهداف الحوثيين مواقع للمقاومة بقذائف الهاون، خلال الساعة الأولى من بدء سريان الهدنة. كما تشهد جبهة المخدرة شمال صرواح غرب مأرب اشتباكات متقطعة.