واصل المتمردون الحوثيون تعنتهم ورفضهم السماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية التي ترسلها الجهات المانحة والمنظمات الدولية إلى مدينة تعز التي يحاصرها الانقلابيون من جميع الجهات. ولم تكتف الميليشيات بذلك، بل بادرت أمس إلى مصادرة شحنة كبيرة من تلك الأدوية التي كانت منظمة الصحة العالمية تنوي إدخالها لإغاثة المرضى المصابين بأمراض مزمنة في تعز، لاسيما مرضى الفشل الكلوي، الذين أكدت مصادر ميدانية انعدام الأدوية التي يحتاجونها. مما دفع السلطات الطبية بالمدينة إلى توجيه نداء إنساني للمجتمع الدولي للضغط على المسلحين، وإرغامهم على السماح بإدخال المواد الطبية. استمرار التعنت وتجاوبت جهات دولية كثيرة مع ذلك النداء، وبادرت إلى إرسال شحنات كبيرة من المواد الدوائية، إلا أن متمردي الحوثي وفلول المخلوع صالح ما زالوا على موقفهم القديمة الرافض لإدخال أي أدوية، رغم مناشدة الهيئات الطبية وتأكيدها على أن تلك الأدوية موجهة لمرضى مدنيين، وليست لها أي علاقة بالأعمال العسكرية. وقال مصدر في اللجنة الطبية العليا بمدينة تعز في تصريح صحفي إن الشحنة الطبية محتجزة في مفرق الذكرة، على الرغم من حملها ترخيص عبور حصلت عليه منظمة الصحة العالمية، إلا أن الحوثيين قاموا صباحا اليوم باحتجاز الشحنة في شارع الثلاثين غربي المدينة. مناشدات دولية وأضافت اللجنة في بلاغ نشرته اليوم أن شحنة الأدوية خاصة لإنقاذ 500 من مرضى الفشل الكلوي، بعد إغلاق جميع مراكز الغسيل، عدا مركز مستشفى الثورة، نتيجة شح الإمكانيات والاحتياجات الماسة لاستمرار عمليات غسيل الكلى. وفي ختام البلاغ طالبت اللجنة الطبية المنظمات المحلية والإقليمية والدولية، بممارسة ضغوطها على المسلحين الحوثيين والقوات التابعة للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، للإفراج عن الشحنة، والسماح بمرور الأدوية والمستلزمات الطبية، وعدم استهداف قوافل الإغاثة الطبية، والمنشآت والمرافق الصحية.