في تصرف غريب لا يمت للإنسانية بأي صلة، منعت ميليشيات الحوثيين وحلفائهم أمس، وصول كميات من المواد الطبية والإسعافية الطارئة التي يحتاجها مرضى الفشل الكلوي في مستشفيات عدن، كانت قادمة من المكلا. وأكدت لجنة الطوارئ الطبية في محافظة حضرموت أن ميليشيات عسكرية تابعة للمتمردين احتجزت شاحنة تقل مواد طبية مكونة من 1200 وحدة غسيل لمرضى الفشل الكلوي، كما احتجز المتمردون سائق الناقلة التي كانت تقلها، ويُدعى سالم الجعيدي. وقال المتحدث الإعلامي باسم لجنة الطوارئ الطبية بحضرموت، الدكتور عبدالقادر بايزيد في تصريح إلى "الوطن" أمس "الشحنة كانت في طريقها إلى مستشفى الجمهورية في عدن، بعد أن أبلغتنا إدارة المستشفى بقرب نفاذ مخزون وحدات الغسيل الكلوي لديهم، وإن المخزون المُتبقي يكفي لنحو 48 ساعة فقط". مضيفاً أن الحوثيين قاموا باحتجاز الشاحنة وسائقها، فور دخولها للمدينة، رغم علمهم المسبق بما تحتويه. وأضاف الدكتور بايزيد "الكمية المذكورة التي احتجزت، تم توفيرها بعد اقتسام المخزون المتوفر لدى وحدة الغسيل بمستشفى القطن بوادي حضرموت، مناصفة، بالنصف وهذه هي الشحنة الطبية الثانية المخصصة لمرضى الفشل الكلوي، التي ترسل من حضرموت إلى مدينة عدن، وتتعرض للقرصنة من الحوثيين في منطقة "شقرة" الساحلية بمحافظة أبين. وكانت الشحنة الأولى قد أُرسلت قبل نحو أسبوع، وتحتوي على أدوية ومحاليل وعلاجات خاصة لمن سبق لهم إجراء زارعة الكلى، وبدونها تفشل عملية الزراعة التي كلفتهم ملايين الريالات، وهي أدوية غالية الثمن، لا تتوفر بسهولة، وأن قيمة تلك الشحنة كانت آلاف الدولارات ولا يعرف أحد شيئا عن مصيرها حتى اللحظة. وهو ما دفع بأحد أطباء وحدة الغسيل بمستشفى الجمهورية إلى القول بأن الحوثيون يسعون لتعذيب المرضى قبل أن يقتلوهم". من جانبه، قال عضو لجنة الطوارئ الطبية بمدينة عدن، الدكتور عبدالناصر الوالي، إنهم بعثوا بمناشدات إغاثة إلى كل من الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الدولي ومنظمة أطباء بلا حدود، من أجل التدخل لدى الحوثيين للإفراج عن هذه الشحنة، لأنها تخص المرضى المدنيين، الذين ليس لهم أي علاقة بالنزاع، ولأهميتها في إنقاذ حياة المئات من الأبرياء، الذين بات شبح الموت يُهدد حياتهم. وتعاني مدينة عدن وبقية مدن جنوب اليمن من نقص حاد في الإمدادات الطبية والإسعافية، وكشف ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية بمدينة المكلا، أنهم تمكنوا وبالتنسيق مع منظمة "أطباء عبر القارات" السعودية، من إرسال نحو 150 طنا من الأدوية والمواد الإسعافية خلال الأيام الماضية، تم توزيعها على مناطق الصراع كافة، فيما يتوقع وصول نحو 50 طنا أخرى إلى مدينة المكلا. فيما كان الصليب الأحمر الدولي قد بعث نحو 32 طنا من المواد الطبية والإسعافية عبر مطار صنعاء الدولي.