أكد عضو مجلس الشورى، الناقد سعد البازعي أن المجتمع السعودي دخل في الحداثة بشكل غير سريع، وأطلق عليها اسم "الحداثة الرخوة" بسبب المعتقدات والعادات والتقاليد التي تقاوم التغير. جاء ذلك خلال إقامة أدبي تبوك مساء أول من أمس محاضرة بعنوان "الحداثة السائلة متغيرات اجتماعية وثقافية". وأوضح البازعي أن مصطلح الحداثة السائلة نظرية طرحها المفكر البولندي باومان بعد تفكك الحداثة الصلبة 1945 مشيراً إلى أن حديثه عن المصطلح لا علاقة له بالأدب، وإنما بالثقافة بصورة عامة. وبيّن أن من مظاهر الحداثة "التدفق" الذي تطالعنا به الأخبار عن تدفق اللاجئين في معرض الحديث عن سيول من البشر. كذلك تدفق رؤوس الأموال، والتدفق في وسائل الاتصال، مما يؤثر على الأسواق المالية، فتتأثر الأسواق بانهيار أسواق في دولة بعيدة عنها. وأضاف: كذلك من مظاهر الحداثة السائلة اختفاء وذوبان الحدود بين الدول وتغير الهوية بشكل سريع وأنها لم تكن ثابتة كالسابق، فنجد أن هوية الشخص تغيرت بما يعجب به وليست منطلقة من معتقداته ونجدها عند النساء أكثر، وهذا في نظر "باومان" نوع من الحداثة السائلة كذلك انتشار اللغة الإنجليزية. وختم محاضرته بالحديث عما بعد الحداثة، ومدى تأثير الأخلاق على معالجة هذا الذوبان الثقافي في طوفان الحداثة، ونظرة الإنسان العربي بشكل خاص لمفهوم هذا التغيير وتغيير الهوية، مؤكداً خطورة ما يشهده العالم العربي والإسلامي من متغيرات فكرية واجتماعية وأخلاقية وتأثر بالثقافات الأخرى، راجيا أن يصل الإنسان العربي في يوم ما إلى حد التأثير الفعلي والإيجابي في الحضارات الأخرى، وليس التأثر بها وبمحتواها الفكري في شتى المجالات. وفي المداخلات تساءل الدكتور موسى العبيدان قائلاً: هل الحداثة السائلة تطال منظومة القيم؟ هل العولمة مرادفة للحداثة السائلة؟ وأجابه البازعي قائلاً: العولمة أحد مظاهر السيولة وليست مرادفة لها وهي من مظاهر تلك الحداثة.