على الرغم من هبوط أسواق الأسهم الأوروبية والعربية خلال اليومين الماضيين بعد الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس وتداعياتها على الأسواق العالمية ومنها أسواق النفط، إلا أن نتائج السوق المالية السعودية جاءت أمس مغايرة عن جلسة بداية الأسبوع، حيث سجلت صعوداً في مؤشرات الأسهم لتغلق على ارتفاع ، مسجلة بذلك مكاسب ليوم واحد مع توقعات بتعافي الأسواق وتعويض الخسائر. وقلل اقتصاديون تحدثوا إلى "الوطن" من تداعيات الأحداث الإرهابية في باريس، مستشهدين بارتفاع أسواق الأسهم يوم أمس ومنها السوق السعودي الذي سجل ارتفاعاً بنسبة 1.14%، معللين أسباب انخفاض سوق الأسهم السعودية اليومين الماضين بسبب تراجع أسعار البترول، وهو ما اعتادت عليه السوق خلال الفترة الماضية إلا أن تأثيرات ذلك ما زالت محدودة على السوق السعودية. نتائج إيجابية أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس على ارتفاع 78.67 نقطة عند مستوى 6960.09 نقطة، بتداولات ب4.7 مليارات ريال، مع توقعات بأن تتعرض الأسواق العالمية لخسائر اقتصادية قصيرة الأجل بعد التفجيرات الأخيرة في باريس. وقال المستشار المالي محمد الشميمري أن الأسواق العالمية تتأثر بالمخاطر والأحداث السياسية، وهذا ما حدث بالفعل خاصة في الأسواق الأوروبية، مشيراً إلى أن التراجع الذي شهده السوق السعودي أمس ليس بسبب الأحداث الإرهابية في باريس، معتبراً السبب الرئيسي تراجع النفط إلى مستويات متدنية خلال اليومين الماضيين وخاصة في إغلاق يوم الجمعة الذي اعتبر إغلاقا سيئاً من نوعه للنفط، حيث أغلق نامكس قريباً من40 دولارا وبرنت عند 44 دولارا للبرميل. وأوضح الشميمري أن تأثر السوق السعودي بما حدث من أحداثٍ في باريس يعتبر تأثراً محدوداً جداً، مضيفاً: "ونرى بشكلٍ جليٍ تأثر الأسواق الأوروبية سلباً بالأحداث السياسية في باريس، كما أن الاختراقات الأمنية بهذا الحجم تجعل من المخاطر الأمنية مؤثرة على الأسواق، ونحن شهدنا حجم العملية الإرهابية في باريس ونرى أنها كبيرة جداً ولم تحدث في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، كما نستطيع أن نشبه تأثيرها الاقتصادي بما حدث في الولاياتالمتحدة إبان أحداث 11 سبتمبر وما حدث حينها من انعكاسات على البورصات العالمية وأسواق الاتحاد الأوروبي". وأضاف الشميمري أن التأثير على البورصات العالمية أمراً متوقعاً ولكن يتفاوت من بورصة إلى أخرى ودول الخليج يعتبر تأثرها محدوداً وليس بحجم تأثر الاتحاد الأوروبي. تأثير وقتي الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله باعشن قال إن الأسواق المالية وبالذات أسواق الأسهم والسندات والصكوك تتميز بشدة الحساسية اتجاه الأحداث الجيوساسية، وثانياً إن المستثمرين من خلالهم يبحثون عن المكان الآمن فمناطق الصراع يقل فيها الإقبال، موضحاً أن تأثيرهم يكون بصورة لحظية وذا مدى قصير ولكن بتأثير مباشر. وأشار باعشن إلى أنه من حسن حظ الأسواق العالمية أن التفجيرات التي وقعت في باريس مؤخراً كانت خلال عطلة نهاية الأسبوع مما يعني أن تأثيرها سيكون محدودا، كما وأن الأسواق في الشرق الأوسط تأثرت نوعاً ما وخاصة في السوق السعودي وكذلك السوق المصري.